واجتمع هو وإياه على إصلاح ابن افلح الأندلسي. وهذا وان لم يدرس بالقرويين فإن تخرجه على يد علمائها لأنه من أهل فاس وبها درس كما يقول ابن القفطي. وابن البناء العدوي، العلامة الرياضي والفلكي والطبيب المشهور له موضوعات كثيرة في الحساب والجبر والفلك وغير ذلك وتفوق على كثير من علماء الرياضة قبله سواء في الشرق أو المغرب وخاصة في حساب الكسور، توفى سنة ٧٢١؛ وابن أبي الربيع اللجائي العالم الرياضي الفلكي المبدع له أعمال متفوقة وآلات نافعة في علم الهيئة، وكانت وفاته سنة ٧٧٣ والعلامة الجادير صاحب روضة الأزهار في علم الهيئة المتوفى سنة ٨١٨؛ وأبي الفديم الوزير الطبيب والعالم النباتي المشهور صاحب مدينة الأنوار في شرح ماهية العشب والأزهار، وكان طبيب المنصور الذهبي الخاص. وأبي القاسم الغول العالم الرياضي والطبيب مؤلف كتاب حافظ المزاج ولافظ الأمشاج المتوفى سنة ١٠٥٩ وابن حميدة المطرفي صاحب المقرب في الهيئة المتوفى سنة ١٠٠١، وأبي سليمان الشروداني الفيلسوف والرياضي البارع له أعمال وآلات لم يسبق بها في الفلك توفى سنة ١٠٩٥ وعبد الرحمن العبابي العلامة الطبيعي والرياضي والفيلسوف مؤلف الأنتوم في مبادئ العلوم تكلم فيه على زهاء (١٥٠) علما واستوعب نظرياتها واستوفى حدودها فهو من الموسوعات العظيمة الفائدة توفى سنة ١٠٩٦، وعبد الوهاب أدران الطبيب المدقق صاحب الذيل على أرجوزة ابن سينا وغيره من الكتب الموضوعية المتوفى سنة ١١٥٩، وعبد القادر بن شقرون صاحب الشقرونية وغيرها في الطب، وكثير غير هؤلاء لم نشر إلى أسمائهم اختصاراً لحصول المقصود من الرسالة على ما قامت به هذه الجامعة في الماضي من نشر الثقافة العلمية وتأدية رسالة العربية كما حملت. ولهذا لا يستغرب أن يؤمها الطلبة من أقصى بلاد أوربا وغيرها، فهناك في تلك العصور التي يدعونها عن حق - بالعصور المظلمة - لم يكن قد تقرر للعلم مدلول بعد. وقد اشتهر كثير ممن درس فيها من الأجانب وكان لهم تأثير قوي على العقلية الأوربية في ذلك الحين، ومن أعظمهم البابا سلفستر، الذي هو أول من أدخل إلى أوربا الأعداد العربية التي لا تزال مستعملة في المغرب إلى الآن وتعرف بحروف (الغبار) أو (بالغباري) بدون إضافة
ثم إن نظام الدراسة في القرويين لا يختلف عما هو عليه في الجامعات الإسلامية الأخرى،