حكومة براغ أنها لا تراعي حقوق الأقلية في التعليم واستعمال لغتها، ولا في تعيين الموظفين، بل هي تخالف في أعمالها معاهدة الأقليات المؤرخة في ١٠ سبتمبر ١٩١٩
وكانت نتيجة هذا التذمر نزاعاً بين الأقلية والحكومة، أدى إلى احتجاج الأقلية الألمانية على الحكومة التشيكوسلوفاكية في عصبة الأمم. وأدى هذا النزاع إلى توليد البغض الشديد بين التشيك والأقلية الألمانية
لم تبق المشكلة التشيكوسلوفاكية مشكلة محلية، أي مشكلة أقليات، حسب تعريف الرئيس مازاريك، بل أصبحت منذ استلام النازي زمام الحكم في ألمانيا مشكلة دولية بتدخل ألمانيا في سياسة تشيكوسلوفاكيا عن طريق الأقلية الألمانية. والأقلية الألمانية في تشيكوسلوفاكيا ليست حزباً واحداً بل هي أحزاب، منها من يريد الانضمام إلى ألمانيا، ومنها من يريد البقاء متحداً مع حكومة براغ. ولما تسلم الحزب النازي الحكم رضى متطرفو الألمان في تشيكوسلوفاكيا به، وأظهروا ميلهم إليه، وقاموا بحركات عدائية نحو حكومة براغ، مما أدى إلى حل الحزب الألماني القومي والحزب الاشتراكي القومي. وبعد ذلك بقليل قامت حركة جديدة بين الألمان السوديت بقيادة الهر هنلين، فعظم شأنه وقوى حزبه
وقف الهر هنلين موقفاً يخالف موقف بقية زعماء الألمان في تشيكوسلوفاكيا، إذ هم يعملون على إنالة الأقليات الألمانية حقوقها التي جاء ذكرها في معاهدة الأقليات مع بقائهم ضمن وحدة الجمهورية. أما الهر هنلين فطالب باستقلال السوديت الذاتي، وتدخل في سياسة تشيكوسلوفاكيا الخارجية. وذلك صريح من خطابه الذي ألقاه في مؤتمر كارلسباد في ٢٣ إبريل سنة ١٩٣٨ إذ قال بعد أن ذكر مطالب حزبه الثمانية:(إننا نعلن رسمياً وبصراحة أن سياستنا مستمدة من المبادئ والأفكار الاشتراكية القومية - مبادئ النازي - فان كان سياسيو التشيك يريدون الوصول إلى تفاهم دائم معنا نحن الألمان، ومع الرايخ الألماني، فعليهم أن يلبوا مطلبنا في التغيير التام لسياسة التشيك الخارجية التي قادت الحكومة حتى اليوم إلى صفوف أعداء الشعب الألماني)
أما المطالب الثمانية فتتلخص فيما يلي:
١ - المساواة التامة بين التشيك والألمان في المنزلة
٢ - ضمان هذه المساواة بالاعتراف للسوديت الألمان بكيان شرعي