. . . لم يمْلِ عليَّ الرافعي شيئاً بعد مقالة كفر الذبابة؛ ولكنه طلب إلي أن انسخ له صورة من مقال كان نشره في المقتطف قبل ذلك بسنوات عنوانه (سر النبوغ في الأدب)
فلما سافر إلى مصيفه بعث إلى الرسالة بمقالة (كلمات عن حافظ) لمناسبة ذكراه؛ ثم أصابته قُرحة في كفه منعته من العمل، فأخذ مقالة (سر النبوغ في الأدب) فجعل عنوانها (الأدب والأديب) ثم جعلها مقالة الأسبوع التالي. وهي مقالة من مقالات الرافعي الفريدة، تهم الباحث الذي يريد أن يدرس الرافعي صاحب (تاريخ آداب العرب)
ثم توالت مقالات الرافعي يمليها على نفسه ويكتبها بخطه؛ على أني بما كنت ألقاه وبما كان بيني وبينه من الرسائل إلى ما قبل موته بأشهر، لم يفتني أن أعرف دوافعه إلى كثير مما كتب بعد ذلك من المقالات لقراء الرسالة؛ فسأحرص - تماماً لهذا البحث - على أن أذكر ما أعرف من دوافع بعض المقالات التي أنشأها وحدها من بعد غير معتبر ترتيبها في النشر، إذ لا عماد لي فيما أكتب عنها إلا عنها إلا الذاكرة.