للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بقيت مسألة هي مدار البحث ويجب ألا تعتبر كلمتي فيها فضولاً. فأن لمصر مكانتها في العالم العربي، ولثقافتها المكان المرموق في نظر طلاب العلم والأدب. فالكتاب الذي يرى أئمة الأدب في مصر أنه صالح للتداول يصبح هذا الرأي كورقة النقد تصرف في أي مكان. فهل من الحق أن كتاب (رفائيل) وكتاب (آلام فرتر) لهما أثرهما في الأخلاق من (ناحية عكسية؟). الطالب يجيبك: لا، والأستاذ لا يمنع أن يكون هذان الكتابان في صدر مكتبه وبين أهله وأولاده

أذكر أن (فرانس بيكون) قال في الكتب: (إن من الكتب ما يذاق، ومنها ما يبلع ويزدرد، ومنها ما يمضغ ويهضم ويتمثل) فكم في مكاتبنا من تلك الكتب التي تذاق وتبلع وتمضغ على درجاتها؛ اللهم إني إذا أجهدت نفسي وبحثت مع غيري عن الكتب التي تضمنتها مكاتب الكثيرين من طلاب المعاهد في العالم العربي لم أعد إلا وفي قلبي طعنة الأسى والأسف لهذه المختارات والمنتخبات يعودون إليها بين الحين والحين

إذا كان رفائيل وفرتر مفسدين للأخلاق فماذا يقال في آلاف الكتب البوليسية والروايات الخليعة والمجلات الساقطة التي تغص بها مئات المكاتب في القاهرة والقدس وبيروت ودمشق وبغداد؟ إذا كان في هذه الكتب انتحار فلماذا لا نمنع الصحف عن أعين الطلاب وفيها عشرات الحوادث من هذا النوع في كل يوم؟

لو لم تقرر اللجان كتاباً من الكتب واكتفت وذلك بأن تفرض رقابة على وسائل الإنتاج الثقافية لكان ذلك خيراً. أما أن تترك الأدب الرخو الخليع المكشوف يطغى على أكبر جزء من تفكير الشباب ثم تمنع أو لا تحبذ تقرير كتابين هما درة الكتب لأعلام الكتاب فهذا ما تؤاخذ عليه

(فلسطين)

علي كمال

<<  <  ج:
ص:  >  >>