للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والدلال. وكذلك الشوارع تسمى بأسماء يخذها المختصون من التاريخ أو الموقع أو اسم أحد الفطان الملوك والزعماء

ولقد غدا تكريم الملوك والعظماء يأخذ من أسماء الشوارع أعز مكان. فهم يطلقون أسم ملك أو العظيم حباً فيه وتخليداً لذكراه واعترافاً بأياديه

والمدن تنسب إلى الملوك (كالإبراهيمية. الفاروقية. الإسماعيلية. بور سعيد. بور فؤاد. الإسكندرية). وقد تدل على صناعة أو زراعة راجت فيها مثل (معمل الزجاج. المعصرة. كفر الزيات. كفر البطيخ. التل الكبير). ومنها ما تنسب إلى شخص أشتهر فيها مثل (أبو حماد. سيدي جابر. جرجا) - نسبة إلى ماري جرجس - ولبعض المدن أسماء غربية من اللغة القبطية القديمة مثل (دمنهور). وهور: أحد آلهة المصريين القدماء. ودمن: أي مدينة

وقد أنساق الناس في تعليلات طريفة لبعض أسماء المدن والقرى فهم يزعمون أن يوسف عليه السلام تقابل مع زليخا زوج العزيز بعد أن طوي شبابها تتابع الأيام فذوت نضرتها وذبل جمالها - تقابل معها في المكان المعروف بمديرية الجيزة فقال لها (أصبح البدرشين) فلذلك سميت مدينة البدرشين باسمها هذا

ويزعمون أن القائد جوهر أراد أن يضع أسس البناء في عاصمة مصر في ساعة سعيدة يقدرها رجال الفلك، فجعل أجراساً تدق للبنائين ليضعوا البناء إذا ما حانت ساعة سعيدة، ولكن الحظ خانه إذ حرك طائر حبال الأجراس، فرنت، فوضع الأساس في ساعة القهر فسميت القاهرة. وهذه مزاعم دفع الناس إليها حرصهم على المبالغة في التعليل.

والمدن كالإنسان خاضعة عند تغيير اسمها إلى قانون فلا يجوز تغيير اسم بلد إلا بعد موافقة وزارة الداخلية ووجود ضرورة لهذا التغيير.

التسمية عند القدماء

لقد وضعت أسماء الأعلام والأجناس للدلالة على أفراد النوع الإنساني وما يحيط به في بيئته الطبيعية وما يبتكره في حياته الفكرية. وليس من شك في أن وضع هذا النوع من الأسماء قد جاء سابقاً في المرتبة على وجود الأفعال والحروف التي ما وجدت إلا لتربط الأسماء في الجمل المختلفة.

ولكن المرجح أن الإنسان لم يتذوق التسمية بمعناها السامي الفني، ولم يعن بها ولم يتفنن

<<  <  ج:
ص:  >  >>