في اختيارها قبل أن يعرف الحضارة والمدينة ويسمو إلى أفق الحياة الكاملة. وإنما كان الناس في عصور الجهالة يطلق بعضهم على بعض أوصافا تميز كل واحد منهم من الآخر؛ وهذه الأوصاف تدل على ميزة كل شخص بقدر الامكان، كقولهم (الرجل القصير. الرجل البدين. ذو العين الواحدة. وهكذا. . .) ولكنا نحن في عصورنا هذه عصور الحضارة والمدينة نلجأ إلى ذلك في مواطن كثيرة. فإذا أردنا وصفا دقيقا لمن لا يعرف اسمه وصفناه بأخص صفاته وأظهرها
وقد كان المتوحشون يخافون أن تستحسن العفاريت والأرواح الشريرة أسماء أولادهم فتقبض أرواحهم، فلذلك كانوا يسمون أولادهم بأسماء بشعة (القذر. الوغد. الجبان) وكان بعضهم يسمى الطفل باسم تاريخي (القحط. الوباء. الحرب) وما زلنا نحن نسمي أولادنا بأسماء تاريخية (عيد. خميس. جمعه. شعبان. رجب، محرم. ربيع) ولبعض الأسماء القديمة دلالة تدل على ميزة بها أو أصل طبيعتها؛ فقد أشتق (آدم) من أديم الأرض لأنه خلق من الطين واسم (إبليس) من الابلاس وهو اليأس
التسمية عند العرب
ذهب عرب الجاهلية مذاهب شتى في تسمية أبنائهم، فمنهم من تفاءل بالنصر والظفر فسمى (غالب. غلاب. ظالم. طارق. معارك. منازل) ومنهم من تفاءل بنيل الحظوظ فسمى (سعد. سعود. غانم. غياث. غوث) ومنهم من قصد التسمية بما غلظ وخشن لإظهار القوة فسمى (صخر. جندل. جبل. قهر)
ومن العرب من كان يخرج وزوجته قد جاءها المخاض فيسمى من تلده امرأته بأول أسم يقابله كائناً ما كان (سبع. ثعلب. كلب) ويروون في هذا أن أسماء بنت دريم من قبائل العرب كانت تلقب (أم الأسبع) لأنها سمت أولادها (كلب. أسد. ذئب. فهد. ثعلب. سرحان. خثعم. هر. ضبع)
ومن العرب من أضيف إلى عبودية الأصنام (عبد العزى. عبد مناه) وقد كان في الأمة العربية من اشتهر بلقب غلب عليه في شعره حتى أصبح علماً له مثل: (عمرو بن رباح السلمي)(أبو الخنساء - الشاعرة المشهورة) إذ سمى (الشربد) لقوله: