وكما هو شعار برناردشو الذي يستدفئ بموقد كتبت على حافته هذه الكلمة:
(إنهم يقولون. . . ماذا يقولون؟ دعهم يقولون. . .)
وتارة يحمل المنتج على النقاد فيخافون لسانه ويقرظونه أو يسكتون عنه كما كان يفعل ابن الرومي
وتارة ينال المنتج من الناقدة ثأره كما قال شلي الشاعر الإنجليزي (ما عدا أمثلة نادرة لا يمثل النقاد سوى سلالة غبية خبيثة. وكما يتحول اللص المفلس إلى خفير كذلك يتحول المؤلف العاجز إلى ناقد!) وقال كولردج (النقاد هم عادة أناس كان ينتظر أن يكونوا شعراء ومؤرخين وكتاب سير لو استطاعوا. وقد جربوا مواهبهم في هذا أو ذاك ففشلوا؛ ولذلك انقلبوا نقاداً)
غير أن من القليل النادر أن نجد هذه الغيرة من الفنان والمنتج تبدو في صورة (الكبت) أو (الوأد) ولن يقدم على ذلك أديب أو عالم محترف أو مؤمن بنفسه يريد أن يفرضها على التاريخ؛ وإنما هو أحد رجلين: رجل (هاو) يجمع إلى إنتاجه وفنه حرفة أخرى يلابس الحياة بها وينال احترام الناس منها، فلن يضيره أن يتخلى عن إذاعة فنه عندما يرى أنه سيجلب عليه تنغيصاً ومحنة وعداوة من حيث يرجو الترفيه والحب؛ كما قال المتنبي (أعادي على ما يوجب الحب للفتى)؛ أو هو رجل شاك في نفسه رافع ثقته فيها لا يراها إلا بعيون الناس، فإذا قالوا لها أو عليها فهو وما قالوا
والأستاذ عبد الرحمن شكري والدكتور الشاعر إبراهيم ناجي مثلان مضروبان للرجل الأول في عهد من عهودهما بين يدي هذا العصر؛ كما يضرب أبو حيان التوحيدي الأديب المتوفى سنة ٤٠٣هـ مثلاً في العصر القديم، فقد أحرق مؤلفاته ولما سئل في ذلك أجاب (شق على أن أدعها لقوم يتلاعبون بها ويدنسون عرضي إذا نظروا فيها ويشمتون بسهوي وغلطي إذا تصفحوها ويتراءون نقصي وعيبي من أجلها)
هذه صورة من غيرة المنتج، في بعضها يصل الناقد إلى حد الجناية لأنه يحمل بعض النفوس على الكبت أو الوأد لما لا بد أن يشتمل على نفع كثير للإنسانية ما عساه أن يكون فيه من ضرر أو تفاهة. نعم إن بعض المنتجين يعرضون أشياء تافهة أو مكررة تستحق