الوسطى، ويبحث الأستاذ لامونتي الأميركي في أسباب عظمة الإقطاع الإفرنجي في سوريا إبان الحروب الصليبية وانهيارها؛ ويتكلم زميله (ليبيار) عن أهمية السلطان محمد الفاتح في التاريخ؛ وسيتقدم الأستاذ (هاليكي) البولندي ببحث طويل عن تاريخ العلاقات بين الغرب والشرق؛ ويتناول العالم الإيطالي (مونداييني) تاريخ السياسة الاستعمارية والمستعمرات من سنة ١٨١٥ أي منذ سقوط الإمبراطورية الفرنسية الأولى إلى نشوب الحرب العظمى سنة ١٩١٤؛ ويحاضر الأستاذ (جويله) الفرنسي في تاريخ البحر المتوسط في القرن التاسع عشر؛ ويخطب أستاذ إيطالي آخر في مساهمة إيطاليا في كشف أفريقيا في القرنين الخامس عشر والسادي عشر، ويتحدث المؤرخ (راين) الألماني عن بسمارك وسياسته الافريقية؛، وجعل مندوب الجمهورية الأسبانية محور بحثه (أصل القنصليات البحرية في سواحل البحر المتوسط)
بين القديم والجديد
سيدي الأستاذ الكبير صاحب الرسالة
تحية: وبعد فقد حسب الأستاذ محمد احمد الغمراوي في آخر مقال حول أدب الرافعي (بين القديم والجديد)، أنه انتهى من (تزييف) كلام الأستاذ سيد قطب إلى المبلغ الذي كان يريد وأكثر؛ وأنه وضع العقاد موضعه والرافعي موضعه، وإن كان هذان الموضعان ليسا إلا أن الرافعي أنصع لفظاً من العقاد، وأنه رجل يهتدي بنور الدين، والعقاد لا يهتدي بأي نور!
كذلك حسب الأستاذ الغمراوي أنه فصل بين الحق والباطل في هذا الأمر واستراح إلى نتيجة تلك، ولم أكن أود أن أنفس عليه هذه الراحة لولا أنه شاء أن يعرض لكلمة سابقة لي في هذا المضمار، ورأى أن يرميني بالفزع من ذكر الدين فزع (الملسوع) بالنار فقال:
(لكن أصحابنا المجددين أنصار ما يسمونه الأدب الحديث يفرقون من ذكر الدين كأنما تلسعهم من اسمه النار، كذلك فزع أحدهم بالعراق، وكذلك يفزع هذا الآخر. . .)
وأنا المقصود ولا ريب بالفازع الأول. والقارئ يذكر أن فزعي المزعوم هذا لم يكن من الدين، فما فيه ما يفرع أو يلسع، وإنما كنت اعترضت على إقحام الدين - بدون داع ولا مبرر ولا فائدة - في نقد أدبي قاله الأستاذ سيد قطب حول بيت من أبيات الرافعي، وجاء الأستاذ الطنطاوي يحوره ويتجه به نحو الدين كما يفعل الأستاذ الغمراوي الآن، وكما فعل