وأنت تعيب عليها أنها نسيتك ونسيتني، واللوم في هذا عليَّ وعليك، لأننا لم نحسن التذكير بأنفسنا عند السيدين الكريمين علي الجارم واحمد أمين
وأخشى أن نكون أسأنا اختيار الظرف المناسب للتذكير المنشود، فهؤلاء الزملاء يملكون ما لا نملك، وكان العقل يقضي ن ننتظر حتى يتفضلوا بالاعتراف بأننا بشر مثلهم نكتب وننظم ونؤلف!
وكلمة (زملاء) تسبق إلى قلمي بلا تحفظ، لأني واثق بأنهم اكرم والطف من أن يبخلوا علينا بهذا التطاول الخفيف!
إن لجنة إنهاض اللغة العربية فوق الشبهات، ولكني لا افهم كيف جاز أن تقرر كتاب ضحى الإسلام وتنسى كتاب النثر الفني مع أن كتاب ضحى الإسلام لا علاقة له بتقويم الأساليب
ومن الصعب عليّ أن اقبل أن يكون في اللغة العربية كتاب يشبه كتاب النثر الفني، ولكني راضٍ للضرورة بأن يكون قريعا لكتاب ضحى الإسلام. أنا راض بان أكون من زملاء الأستاذ احمد أمين في قوة التأليف ليصل كتابي عن طريق وزارة المعارف إلى الجيل الحديث، إن كان التواضع ينفعني عند أولئك الناس
وأين كانت اللجنة من كتاب (الموازنة بين الشعراء)؟
دلوني متى عرف النقد الأدبي مثل هذا الكتاب؟
إن الحياة في مصر أصبحت جحيما لا يحتمل ولا يطاق بفضل ما يقع فيها من الاستهانة بآثار العقول. وأخشى إن طال هذا الليل أن تنقرض حياة التفكير والتأليف، وأن ينفض الباحثون أيديهم من الثقة بموازين العدل في هذه البلاد
إن مصر لا تعرف أنها مدينة بسمعتها الأدبية والعلمية إلى رجال يعدون بالآحاد لا بالعشرات ولا بالمئات ولا بالألوف، وهؤلاء الآحاد ينفقون من أعصابهم ودمائهم ليحفظوا لمصر مكانتها العلمية بين الأمم العربية
وما يليق بمصر أن تترك مصاير هؤلاء الآحاد لرجل آو رجلين يسمى أولهما علي الجارم وثانيهما احمد أمين