ما يليق بمصر أن تسكت عن أبنائها الأوفياء حتى يصرخوا من الظلم والإجحاف
ما يليق بمصر أن يعرف علماؤها وأدباؤها أن لا حياة لهم ألا أن ضيعوا ذاتياتهم بالفناء في خدمة الأحزاب
أما بعد فأنا لا انتظر شيئا من وزارة المعارف، ويكفي ما ظفرت به من القراء الذين استطعت بفضل إقبالهم أن أقول إن في مؤلفاتي ما طبع مرتين وما طبع ثلاث مرات
هذا عصر التضحية يا صديقي، وهذه مصر التي لا تعرف أبناءها الأوفياء
فإن سمعت إننا قهرنا المصاعب فصدق
وان سمعت أننا أمنا عدوان الأحقاد والضغائن فصدق أيضا
صدق كل شيء يا صديقي، إلا شيئا واحدا، هو ما تسمع أحيانا من اعتدال الموازين
وكل ما أرجوه في ختام هذه الكلمة الوجيزة أن تسكت عني سكوتا مطلقا فلا تذكرني بهمومي في وطني وبين أهلي
لقد كنت نسيت فكيف جاز لك أن تصنع ما صنعت!
وهل كان الأمل في إنصاف الزملاء إلا باباً من الخيبة والضياع؟
إن أرزاقنا في آسنة أقلامنا، وسنصبر بعون الله على الصدق في الجهاد
والعاقبة للصابرين والصادقين.
(مصر الجديدة)
زكي مبارك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute