وقصارى القول أن تسخير الإنسان للخليقة سهلها ووعرها وصعبها وسهلها، شجرها وزرعها، وبرها وبحرها، يبدو للسائر هنا في كل خطوة، بل لست ادري أأقول: هنا جهاد الإنسان والخليقة أو اصطلاحهما على العمل والسعادة؟
ولا أنس جلسة في العشي ونحن عائدون إلى الفندق وقد جلل الضباب الخليقة، وأطبقت السحب وأسف بعضها دون القمم، وتتابعت على العين قمم الجبال تسيل منها النضرة والجمال على السفوح، والمساكن والفنادق منثورة في هذه المرائي المدهشة! منظر لا يمكن وصفه، ولا يدركه إلا من يراه!
لا ينقص هذا الجمال إلا أن تكوني أنت وأخواتك معي فأرى دقائقه بأعينكن، وأسمع بيانه البليغ من أفواهكن. فليت ثم ليت!