الانعكاسات المؤصلة حيث تعتمد في قوتها على التكرار الاصطحابي كما أن ضعف أواصر التلازم أو تقطعها يؤدي إلى ضعف الانعكاس المؤصل أو اضمحلاله. غير أنه يعود بصورة أيسر لأنه يكون قد ترك أثراً في الحي من حالته الأولى الارتفاقية. وهذه الحقائق بإثباتها ديناميكية خاصة للنفس وساحة لا شعورية تبين إلى أي حد قد جانب المناظر في كلامه حقائق العلم. لأن الحوافز التي بالأحياء نتيجة للارتباط الارتفاقي بين الأفعال العكسية الأصيلة والمؤصلة وليست نتيجة للوراثة. وهذا لا يمنع أن الإنسان يولد وفي تضاعيف تلافيف مخه، وفي ثنايا أنصاف كراته المخية، وفي لحائها، وفي مراكز أعصابه ميول وكفايات إمكان لبعض الأفعال المؤصلة. والإنسان بخروجه لعالم الحياة يكون جهازه العصبي في طور نمو وتكوين إذ تسيطر عليه الأفعال العكسية سيطرة مطلقة، وهذه الأفعال مجردة. . . ويكون للمؤثرات التي تلابس الإنسان أثراً في أن تحدث استجابات تكون مقدمة لفعل عكسي مؤصل. فأذن العلاقة بينما هو كائن في النفس عن طريق الوراثة لا تتعدى الإمكان المحض. وهو تحت تأثير المؤثرات يظهر مصحوباً به. فالاعتقاد بوجود أساس وراثي يرثه الإنسان ويتركب عليه مكتسباته لا يتعدى هذه الحقيقة. وهو لا يثبت دعوى أن اللاواعية أو العقل الباطن يحتوي على الحوافز المتوارثة عن الأجداد
فإذا لاحظنا هذا كله وجدنا أن للمحيط الاجتماعي وما يعرض له من العوامل والمؤثرات الأثر الأكبر في تكوين الإنسان على غرار معين. . . وإذاً يكون التجاء المناظر إلى الوراثة والحوافز المتوارثة عن الأجداد - وهي حالات إمكان في النفس - خطأ من الناحية العلمية، ويكون بالتبعية اعتقاده في سلامة وسعادة المجتمع لما فطر عليه من الحوافز المتوارثة خطأ. والصحيح أن يقال إن الإنسان من حيث يولد وهو طفل وأفعاله العكسية المؤصلة هي التي تستحكم في جهازه العصبي، وبتعبير أدق غرائزه، يكون مطواعاً للمؤثرات التي يحتويها محيطه الطبيعي والاجتماعي، ويخرج مصبوبا في قالب معين يكافئ الحالات التي أحاطته. ونظراً لأن المحيط الطبيعي والاجتماعي عادة واحد في الحالات الاعتيادية فإن المؤثرات تكون واحدة، ومن هنا يخرج الناس في قبيل معين وجيل معين مصبوبين في قالب معين.
وقانون العادة يتدخل لأحداث المماثلة في القالب المصبوب فيه القبيل حتى ينتهي لذلك. أما