تصويرها كما هي في نفسه؛ فما كانت عندي بما وصف إلا امرأة قد أجتمع لها من ألوان الجمال وفنون الحسن وسحر الأنوثة ما لم يجتمع مثله لامرأة؛ وتمثلت صورتها لعيني كما أراد أن يصف؛ فلما بلغ آخر الحديث عنها، قدم إلى صورتها في ورقة لأرى بعيني مصداق ما سمعت. . .
قال الأستاذ توفيق الحكيم:(ونظرت إلى الصورة التي صورها لي حديث الرافعي والى الصورة التي في الورقة، فكأنما استيقظت من حلم جميلّ. . . يرحمه الله لقد كان شاعرا. . .)
كذلك كان سلطانها في نفسه وأثرها في خياله!
وكانت نشأة هذه الفتاة في طنطا لأول عهدها بالرقص، وكانت تعمل مع فرقة قروية أقامت (خيمتها) في طنطا بضع سنين؛ ولم يكن الرافعي يعلم ذلك حتى عرفتها في فرقة (بيا) ورأيت صورتها؛ فلما أخبرته به أغمض عينيه وراح في فكر عميق. . . أتراه كان ينظم شعرا لم يجهر به ولم يسمعه أحد؟
والعجيب أن الرافعي وهو في غمرة هذا الحب الجديد لم ينس صاحبته (فلانة) ولم يفتر حبه لها، بل أحسبه كان أكثر ذكرا لها وحنينا إليها مما كان، وكأنما كان قلبه في غفوة فأيقظه الحب الجديد ورده إلى ما كان من ماضيه
لقد كان قلب الرافعي عجيبا في قلوب العشاق؟ ليت من يستطيع أن يكشف عن أعماقه!