للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالرديء؟

ب - لا يوجد في الدنيا شيء على خلاف ذلك يا سقراط!

ط - أو لا تعد الحكمة والصحة والثروة وكل الأشياء الأخرى المماثلة من الأشياء الحسنة؟ بينا تعد نقائض هذه من الأشياء الرديئة

ب - نعم

ط - وألا تقصد بالأشياء التي هي بين بين، تلك التي قد تكون حسنة وقد تكون رديئة، أعني تلك التي لا تمايز فيها، كالجلوس والمشي والملاحة والجري، أو كالحجارة والخشب وكل ما شابه ذلك من موضوعات؟ أليست هذه في رأيك هي التي ليست بالحسنة وليست بالرديئة؟ أم ترى هي شيء آخر؟

ب - كلا! إنها كذلك لعمري!

ط - والآن عندما نفعل هذه الأشياء غير المتمايزة، أنفعلها من أجل أشياء حسنة أم نفعل الأشياء الحسنة من أجلها؟

ب - لا شك في أننا نفعل هذه الأشياء من أجل غايات حسنة.

ط - وإذا فهو (الخير) الذي نسعى إليه بالمشي عندما نمشي لأننا نرى أننا نكون في حالة أحسن إذا مشينا. وبالمثل عندما نبقى - على النقيض - ساكنين، فإننا نفعل ذلك من أجل نفس الغرض، وهو الخير، أليس ذلك صحيحاً؟

ب - بلى!

ط - ونحن كذلك لا نقتل - عند ما نقتل، ولا ننفي الغير ولا نسلبه إلا عندما نقتنع بأن الأفضل لنا هو أن نفعل ذلك لا نفعله ألا نفعله؟

ب - بالتأكيد!

ط - وإذا فنحن لا نفعل كل ما نفعل من هذا النوع إلا من اجل (الخير)!

ب - أوافق على ذلك.

ط - وإذا قد اتفقنا على أننا عندما نفعل شيئا من اجل غرض ما، فإننا لا نبغي الشيء حينذاك وإنما نبغي الغرض منه؟

ب - بالتأكيد!

<<  <  ج:
ص:  >  >>