هذا الحب إلى الطلاقة والاستقرار:
لي جنة يا يوم أجمع في يدي ... ما شئت من زهر بها متبسم
وأذوق من ثمراتها ما أشتهي ... لا تحتمي مني ولا أنا أحتمي
وتطوف من حولي نوافر عصمها ... ليست بمحجمة ولست بمحجم
وتلذ لي منها الوهاد لذاذتي ... بتصعد في نجدها وتسنم
لم آس بين كرومها وظلالها ... إلا على ثمر هناك محرم
فكأنما هي جنة في طيها ... ركن تسلل من صميم جهنم
أبدا يذكرني النعيم بقربها ... حرمان مزءود وعسرة معدم
وأبيت في الفردوس أنعم بالمنى ... وكأنني من حسرة لم أنعم
يا يوم موعدها ستبلغني المنى ... وتتم لي الفردوس أي متمم
لا غصن رابية تقصر راحتي ... عنه، ولا ثمر يعز على فمي
سأظل أخطر كالغريب بجنتي ... حتى أثوب على قدومك فاقدم
فأبيت ثم إذا احتواني أفقها ... لم أُنهَ عن أمل ولم أتندم
فرحي بصبحك حين تشرق شمسه ... فرح الضياء سرى لطرف مظلم
ثم يختم القصيدة بخاطرة هي إحدى (خصوصيات) العقاد في فلسفة الحرية والضرورة ممزوجة بعاطفة الحب، فيرى الوله نوعاً من نداء الضرورة لا يليق بالخلد الذي تشبع فيه الرغبات، وتقر القلوب وتحس بالحرية والانطلاق من الضرورات:
أمعيرتي خلد السماء سماحة ... صونيه عن ولهٍ صيانة مكرم
رفقا بخلدك أن تشوبي صفوه ... إن لم ترى رفقاً بمهجة مغرم
الليلة الفطيم:
المتعة الخاصة التي لا يغني عنها سواها، لأن لها أما لا يغني عنها سواها، ولو كن جميلات شهيات، فإذا اجتمعن ولم تحضر هذه (الأم) فالليلة الفطيم لا ترضع ثدياً آخر ولا تجد متعة أخرى!
ياله من طريف!
بكت الليلة الفطيم شجاها ... ما بكاء الفطيم بين الثديِّ