درج الحب:
الحب الظامئ للمزيد ما يصل إلى غاية حتى يتطلع إلى ما وراءها، وهي حالة من أصدق حالات الحب التي لا يلتفت إليها المحبون، في حين أنها تكاد لا تتخلف في كل حب طويل.
أبصرته. فوددت ألزمه ... باللحظ في حل ومرتحل
وطفقت أرجو أن يحادثني! ... فبلغت ما أرجو على مهل
حادثته والنفس شيقة ... للنهل من فمه وللعلل!
وتهم تتبع كل بادرة ... من فيه باللثمات والقبل
قبلته فتجدّدت علل ... غير التي داويت من عللي
الآن أطمع أن أكون له ... ويكون إذ يمسي ويصبح لي!
وأكاد أشفق أن تراعيه ... - حرصاً عليه - شواردُ المقل!
في القلب شيطان يقول له ... زِدْ، كلما أوفي على أمل
بالوكف لا نرضى فوا عجبي ... كيف ارتضينا أمس بالبلل؟
اليوم الموعود:
وليس هو يوم لقاء عادي، ولكنه يوم سيجعل له من جنته التي يخطر فيها كالغريب ملكا ذلولا، يلتذ فيها التذاذ المالك الحر المنطلق من قيود الوله والضرورة والخلسة إلى آفاق المتعة المطلقة الراوية القريرة. وهي قطعة من ثمرات النضوج الفني والنفسي، ومن قطوف الحس الرفيه المترف الذي يفرق بين أدق ألوان الشعور
وفي أولها تعبير مبتكر طريف عن اللهفة إلى الموعد المرتقب حين يقول:
يا يوم موعدها البعيد ألا ترى ... شوقي إليك؟ وما أشاق لمغنم
شوقي إليك يكاد يجذب لي غدا ... من وكره يكاد يطفر من دمي
أسرع بأجنحة السماء جميعها ... إن لم يطعك جناح هذى الأنجم
ودع الشموس تسير في داراتها ... وتخطها قبل الأوان المبرم
ما ضر دهرك إن تقدم واحد ... يا يوم من جيش لديه عرمرم؟
ثم يأخذ في بيان مهمة هذا (اليوم الموعود) وتفرده في الأيام، وما عقد بمفرقه من تحول في