غير ذلك من المباحث القيمة. ثم عرض بما يشبه ذلك إلى الفلسفتين: الكلدانية والعبرية، وبالأخيرة ينتهي الكتاب
ولا أخالني بحاجة إلى أن أقول إن الدكتور أجاد العرض وأحسن القول فقرب الفلسفة إلى الناس، بعد طول نفور وشماس، فذلك معروف له من الفصول التي نشرتها الرسالة من الكتاب قبل ظهوره. بيد أني بحاجة إلى أن أقول كلمة صغيرة لا أجد مناصاً من قولها الخاص) كما يسميه ذلك القديم:
ذهب الدكتور إلى أنه هو الذي أثبت بالأدلة القاطعة (سذاجة أرسطو وأذنابه في دعواهم أن الفلسفة نشأت للمرة الأولى في (إيونيا) في القرن السادس قبل المسيح، وأن أول فيلسوف في الدنيا هو (تاليس المليتي) والحق أن هذا الإثبات قديم الميلاد، وليس أدل على ذلك مما قاله الدكتور عن (ديوجين لا إرس) أنه أثبت في كتابه (حياة الفلاسفة): أن الشرق قد سبق الغرب في النظر العقلي وأنه كان أستاذه وملهمه) وقد عاش هذا المؤرخ الإغريقي في القرن الثالث قبل المسيح.
وبعد فهذه كلمة عابرة أردنا بها التعريف بهذا الكتاب العظيم الذي سيكون - إن شاء الله - عظيم الأثر في حياتنا العقلية عامة، وفي نهضتنا الفلسفية خاصة.