اندفعنا وراءه هربا من ألم السياط؛ فلما رفع عنا ألم السوط عدنا إلى بذل أنفسنا الذليلة. لقد أحرجنا صدره كثيرا بنفوسنا الوضيعة، وهربت أنا منه خوفا من الموت والجوع وفضلت أن أعود إلى ذلي في مصر لكي اشبع بطني، فوجدت الذل والأسر، ولكني لم أجد الطعام الذي يملأ البطن. وهاأنذا انتظر الموت الذي استحقه. حقا لقد فهمت الآن قول موسى إذ قال لنا عند سفح جبل سيناء إننا من جيل مسمم، وانه سيصبر حتى يهلك ذلك الجيل كله في البرية، حتى ينهض جيل جديد يفهم معنى الحرية الكرامة. إنني الآن اسمع ضجةعند باب سجني وهاهو مفتاح الباب يصر في ثقبه)
إلى هنا انتهت القصة التي عثرنا عليها في الصحراء وحقا قد كان ذلك المكان الذي عرجنا إليه جديرا بأن يكون طلل بناء قديم حصين، لم يبق منه اليوم إلا تلال الرمال، ولا تزال تحتفظ بالروح الرهيبة التي خلفتها حوادث الماضي في ثنايا الأطلال.