للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العربية ومجاري كلام العرب وسننها) وهذا من النحو - والنحو أنحاء - والذي حوَّشته مصنفاته هو جزء من أجزاء، وقد أبان ذلك العالم الشيخ (إبراهيم مصطفى) في كتابه (إحياء النحو)

وقد قال (الكتاب): قالتا أتينا طائعين - ولم يقل طائعتين والسماء والأرض مؤنثتان لأن النون والألف اللتين هما كناية أسمائهما في قوله: (ائتيا) نظيرة كناية أسماء المخبرين من الرجال عن أنفسهم فأجرى قوله طائعين على ما جرى به الخبر عن الرجال كذلك)

وإن قال جاهل ضال عمه أو خادم جوعان من خدام المحترفين بالتبشير (التضليل). هي السماء وهي الأرض فتأتيان طائعات لا طائعين فما لهما والياء والنون - أجاب (النحو) في الكتاب): (وأما كل في فلك يسبحون، ورأيتهم لي ساجدين، ويا أيها النمل ادخلوا مساكنكم فبمنزلة من يعقل من المخلوقين ويبصر الأمور، فجاز هذا حيث صارت هذه الأشياء تؤمر وتطيع وتفهم الكلام وتعبد بمنزلة الآدميين) وقال ابن يعيش مثل هذا، وقال (النحو) في (شرح الكافية): (يشبه غير ذوي العلم بهم في الصفات إذا كان مصدر تلك الصفات من أفعال العلماء كقوله تعالى: (أتينا طائعين) وقوله (فظلت أعناقهم لها خاضعين) (ورأيتهم لي ساجدين) ومثل ذلك في الفعل: (وكل في فلك يسبحون) وقال كتاب (أسرار العربية) لأبي البركان الانباري: (فإن قيل: من أين جاء هذا الجمع في قوله تعالى: (فقال لها وللأرض الآية)؟ قيل: لأنه لما وصفها بالقول والقول من صفة من يعقل أجراهما مجرى من يعقل، وعلى هذا قوله تعالى: (إني رأيت الآية) لأنه لما وصفها بالسجود وهو من صفات من يعقل أجراها مجرى من يعقل، فلهذا جمعت جمع من يعقل) وفي (أسرار العربية) للثعالبي مثل ذلك

وذكر الكاتب المسلم في هاتيك المجلة: (إن هذان لساحران) مشددا النون، وسلك في القول الكريم المسلك الزائغ المنحرف. وفي قول (الكاتب) قراءات: (إن هذين لساحران) (وإن هذان لساحران) وإن مخففة واللام هي الفارقة و (إن ذان إلا ساحران) و (أن هذان ساحران) بفتح أن وبغير لام بدل من النجوى، و (إن هذان لساحران) والهاء مراده والتقدير إنه هذان لساحران، وحسنت اللام إذ كانت الجملة مفسرة للمضمر كما قال ابن يعيش. وقال الرضي: (وقد جاء ذان وتان واللذان واللتان في الأحوال الثلاثة) ومما قاله في (ذان): (ذان

<<  <  ج:
ص:  >  >>