للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحقيق هذه الرغبة عمليَّاً بواسطة تقوية العقيدة الدينية. إن من واجب الدولة أن تنبه هذه الرغبة في شبابها وأن تفسح لهم المجال للتعبير عنها، إذ بدونها لا تبقى ثمة فائدة للدين أو العلم

(وفي نفس الوقت لا يمكن لوزارة المعارف أن تلعب دور المنافس للمؤسسات الدينية مع أن هذه المؤسسات لا تقوم دائماً بما هو مترتب عليها، وأكثر رجالها يشكون من ضعف الشعور الديني ضعفاً يزداد يوماً عن يوم بينما تتوالى الطلبات على المراجع المختصة في الوزارة من الآباء الذين يرغبون في تعميم التعليم الديني

(وكيف يمكن إجابة طلبات كهذه؟ إن الأولاد الذين شبوا في محيط تشتد فيه محافظة الآباء على الناحية الشكلية من الذين يجب ألا يخرج تعليمهم الديني على القواعد المألوفة والمعروفة، في حين أن الذين قد خرجوا على القواعد التقليدية بتأثير الأفكار الغربية يجب أن يهذبوا تهذيباً دينياً يوجه شعورهم الديني نحو تقوية العقيدة ويكون بعيداً عن الاختلافات المذهبية

(إن الأثرة صفة بارزة في شبابنا، ونحن في أشد الحاجة إلى تبديلها بصفة أسمى ترمي إلى حملهم على التفكير في المجموع، وإن كان تحقيق هذا الهدف أمراً عسيراً. يجب أن نشجع التعاون القائم على إنكار الذات: ومعنى ذلك أننا في الصناعة السورية مثلاً يجب أن نفضل جهود الجماعات وشركات التعاون على الجهود الفردية التي تنحصر غايتها في نفع الذات

(إن أمام جميع الأقطار العربية هدفاً واحداً في التعليم يجب عليها السعي لتحقيقه، ألا وهو تنبيه الشعور الاجتماعي في الصغار وتلقينهم معنى الخدمة العامة أو - باختصار - السعي لإظهار أحسن ما فيهم من صفات كامنة)

كان وزير المعارف، بين من قابلت في سورية، الرجل الوحيد الذي يتكلم بما يمليه عليه صوت قناعته الوجدانية، ذلك الصوت الذي لم أسمعه منذ أيامي الأخيرة في القاهرة، ومنذ تحدثت إلى الملك ابن السعود. وهو نفسه الصوت الذي يحطم الحواجز التي كثيراً ما حالت دون تفاهم العقلين الشرقي والغربي تفاهماً صحيحاً

رأي البطريرك

لم يكن كره الأساليب التقليدية للدين محصوراً في طبقة معينة من السوريين بل هو كره

<<  <  ج:
ص:  >  >>