الخداع؟. أهذا جزائي أنا الذي احبك وأعزك كولدي؟ ألا يؤنبك ضميرك على تلويث سمعتها.؟
فايد - (يقترب منه ويقول) تأن ولا تلم. إني عند حسن ظنك بي لقد أحببت حكمت واحبتني، وعقدنا النية على الزواج فلا خوف على سمعتها.
حكمت - لكن يا فايد. . .
فايد - (يقاطعها قائلا) تمهلي، سأقول ما يجب، وما أقوله سيكون. أريد ألا يكون بحبنا ما ينتقد (يقول ذلك وهو ينظر إليها نظرة كلها رجاء) لم ادع السفر يا مختار بك. أني سأسافر فعلا ولكن لست مسافرا وحدي. سنسافر معا. وما أخفيت عنك أمر سفرها الأبناء على طلبها خشية ان تحزن لفراقها. وقد اتفقنا على أن نبادر بالكتابة إليك بمجرد وصولنا إلى أستانبول لنخبرك بكل ما حدث. وبما ان القدر شاء غير ما شئنا وحضرت والتقينا، فهاأنذا قد أخبرتك بالحقيقة كلها.
مختار - (لحكمت) أحقا ما يقول؟
حكمت - (تنظر إلى فايد وتقرأ في عينيه الرجاء الحار فيقول) نعم
مختار - إذا ستسافرين معه وتتركيني. ألا تفكرين؟ ألا تفكرين قليلا فيما ستكون عليه حياتي أثناء غيابك؟
فايد - لم يبق أمامنا سوى ساعة واحدة. سأذهب إلى منزلك لأحض خادمَك على الإسراع في الحقائبِ لا تطيلا الحديث. فالوقت قد أزف. (ويخرج)
المنظر العاشر
حكمت، مختار
مختار - إذا ستسافرين معه وتتركيني عرضة للهلاك! إلا تعلمين ان حياتي رهينة تلك اللحظات التي كنا نقضيها معا يوميا في هناء الصداقة والوفاء تلك اللحظات افقدها وكانت كل ما احب في الحياة، ستتركني فريسة للوحدة القاتلة، للحزن المؤلم المضني
حكمت - هدئ روعك يا صديقي. لا تدع الوهم يتغلب عليك. تنبه للحقيقة. ليس بها من الخطر ما تراه، ولن يكون لها من العواقب ما تخشاه. سأعود إليك بعد غياب قصير، وستعود لنا أيام الصفاء.