مختار - أيام الصفاء. تعود لك وله لا لي أنا. صفاء أيامي كان في صداقتك التي فقدتها إلى الابد، لأنك أعطيته كل ما بنفسك ولم تبق منه على شيء، والبرهان استخفافك بمصابي وعدم رثائك لحالي.
حكمت - لا تحور الحقيقة ولا تبالغ. لم يغضبك حبي له؟. أيمنع ذلك أن يكون لي أصدقاء؟ كل خطأي ينحصر في أنني لم أشترك في أمر الزواج. وما منعني إلا عطفي عليك وخوفي على أعصابك من تأثير المفاجأة. والآن وقد وقعت برغم تدبيري فتأثيرها هو الذي أذهلك
مختار - أنا الذي أذهلته المفاجأة أم أنت التي أذهلك الحب حتى أصبحت لا تعين ما تقولين؟ أينحصر خطأك حقا في أنك لم تستشيريني في أمر الزواج؟ أين ذهبت تصريحاتك بأنك لن تحبي ولن تتزوجي أبداً وأنك ستظلين وفية لذكرى حبك الأول؟ وماذا فعلت بتأكيدك لي أن صداقتنا قد أخذت بمجامع قلبك فأصبح لا يرضى عنه بديلا؟
حكمت - نعم لقد أخطأت ولكن. . . النهاية سامحني يا صديقي. . . المسامح كريم
مختار - أنا لا أسامحك أبداً
حكمت - أتوسل إليك
مختار - أبداً أبداً
حكمت - حسن! أفضل أن أتركك غاضبا على أن أتركك متألما (وتسرع بالخروج)
مختار - (يبقى في ذهول لحظة وهو لا يكاد يصدق أنها خرجت ثم يصرخ): حكمت. حكمت هانم حكمت هانم (ويندفع نحو الباب ويفتحه ويلقي نظرة سريعة ثم يعدو إلى المسرح قائلا) ذهبت لقد ذهبت.
(ثم يتمالك نفسه ويقول في هدوء أولا ثم في انفعال):
حقا أن من تصل به السذاجة إلى حد أن يؤمن بصداقة امرأة ليستحق درساً قاسياً كهذا ان المرأة لا تتخذ لنفسها صديقا إلا إذا خلا قلبها من الحب، ولا تزيد صداقتها عن سد الفراغ بين حب انتهى وحب منتظر. صديقها عشيقها. هذه هي الحقيقة.