للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتحقق للرافعي بعض ما أراد، وانثالت عليه رسائل القراء يرون رأيهم في هذه المشكلة، وجاء في ما جاء من الرسائل، رسالة من صاحبة المشكلة نفسها. . .

وفعل برسالة صاحبة المشكلة ما فعل برسالة صاحبها، ولكنه تلقاها تلقَّياً حسنا، ومضى يتحدث عنها حديثا ليس فيه من رأيها ولا مما تقصد إليه، ولكنه إيحاء، إيحاء إلى الفتاة بأنها في مرتبة أعلى، وأن ما بها ليس حبا وإن زعمت لنفسها هذا الرأي؛ ولكنه شيء يشبه أن يكون صورة عقلية لخيال بعيد تظنه من صور الحب وما هو به. . . ثم مضى يفسح لها الطريق للفرار من هذه المشكلة بالإيحاء والإغراء والحيلة. . .

وكانت المقالات الثلاث الأخيرة تعليقا على آراء القراء وسخرية ونصيحة.

وفرغ الرافعي من مقالات المشكلة فما هو إلا أن تلاشى الصدى حتى عاد فلان وعادت فلانه، وما تزال المشكلة تطلب من يحلها. ومضت ثلاث سنين وفي الأتون ثلاثة قلوب تحترق. . . وعلى مقربة من النار صبي يحبو ينادي أباه، وأبوه في غفلة الهوى والشباب. أترى إلى هذه المشكلة وقد دخل فيها عضو جديد قد أوشكت أن تبلغ نهايتها، فيكون حلُّها على يدي هذا الصغير وقد عجز الكبار عن حلها بعد مجاهدة سنوات ثلاث، أم هو قلب رابع سينضم إلى القلوب المحترقة في أنون الشهوات. . .!

ومعذرة إلى صديقي الأستاذ كامل. . .!

(شبرا)

محمد سعيد العريان

<<  <  ج:
ص:  >  >>