وبين رغبتهما في الحصول على درجة علمية كبرى من جامعة هامبرج أن يعود إلى ألمانيا لمدة فصل دراسي واحد ثم يرجعا إلى مصر للعمل في التدريس بالأزهر على أن يصرح لهما بعد ذلك بالسفر لأداء الامتحان لدرجة الأستاذية في الوقت الذي يطلبان من المشيخة السماح لهما بالسفر فيه.
وقد أرسلت مشيخة الأزهر في طلبهما لالحاقهما بوظائف التدريس في بدء السنة الدراسية القادمة على أن يعودا لأداء الامتحان في السنة القادمة.
العريان يؤرخ الرافعي الخالد
نشرت مجلة اللطائف المصورة في عددها الماضي ما يلي:
منذ نحو تسعة شهور والأستاذ محمد سعيد العريان ينشر في (مجلة الرسالة) فصولاً متتابعة في كل أسبوع عن حياة المغفور له السيد مصطفى صادق الرافعي أبي البلاغة والبيان الذي فقده عالم الناطقين بالضاد في العام الماضي. وقد أذيع أنه سيجمع هذه الفصول الثمينة بين دفتي كتاب يصدره قريباً
والأستاذ العريان معروف بأدبه وسعة إطلاعه. وقد لازم الرافعي العظيم ملازمة طويلة، فكان الفقيد يملي عليه كتاباته ويستشيره في معظم أعماله وأسراره، فأحاط علماً بشخصية الرافعي ووفق إلى دراستهما دراسة مستفيضة. . .
فهو بذلك خير من يتحدث عن الرافعي ويؤرخ حياته وأخلاقه وفلسفته والعوامل التي أثرت عليه وكونته، وطريقته في الكتابة وتسجيل خواطره العالية، وما هي المناسبات والظرف التي كانت تدعوه إلى تأليف الكتب والقصص والمقالات. . .
ولا شك في أن هذا العمل من الأستاذ العريان يعد خدمة أدبية كبرى تفيد الأجيال القادمة أكثر من أفادتها للجيل الحاضر، ولو وفق الأستاذ العريان في تاريخ حياة الرافعي فإنه سيخلد مع الرافعي، فإن كثيرين من الأدباء العالميين اشتهروا وخلدوا بوضعهم المؤلفات عن حياة أدباء سبقوهم أو لازموهم. وقد اشتهر الأديب الكبير (بوزوبل) بملازمته للأديب جونسون وكتاباته عنه. وليس الرافعي بأقل قيمة من (جونسون) فهو شخصية أدبية خالدة شهد لها أقطاب الفكر بامتلاكها ناصية البيان، وقل من يستطيع دراستها والإلمام بها وتحليلها، وهي جديرة بأن تكتب حولها الرسالات التي تجيز لصاحبها أرفع الشهادات