القصة بسنة ١٨٢٢. والواقع أن حاجي بابا لا يمثل في ذلك العهد إيران وحدها، وإنما يمثل مصر والشام والعراق وتركيا تمثيلا رائعاً لا يناقض الحقيقة. ومن يقرأ هذه القصة ثم يزر هذه البلاد اليوم يدهشه هذا التطور الذي نال العقلية الإسلامية في مدى قرن من الزمان. فإن تفتح الأذهان في تركيا وإيران ومصر للآراء الجديدة والمدنية الحديثة لا يدع مجالا للشك في حيوية الإسلام ومرونة الشرق.
إلى الأستاذ الكبير فليكس فارس
تحية معجب أبعثها في هالة من معاني الشكر التي هي جواب لقرار الوفاء. . . وما الوفاء إلا صدى هديتك التي بعثتها إلينا عن طريق الرسالة
أشرفت من فوق منبرك على عالم زاخر بشتى المعاني زادني يقيناً بأن الشرق هو الشرق وأننا كلنا على تباين أمصارنا أمة واحدة. . . وكأن كتابك هذا قد خلفني خلفة ثانية ذات مناعة لا تقبل مبادئ المترجمين المقلدين في رأيي وإن كانوا في رأي أنفسهم مجددين مبدعين
فشد على يدك فأنت صاحب رسالة ورسول بعث، فألق من فوق منبرك الهدايا، وادحض ببيانك وحججك أباطيل المخدوعين المغرورين. أيدك الله بروح من عنده وجعلك في الأواخر مقام المجاهدين العاملين في الأوائل. . .
(الزقازيق)
محمد جمال الدين درويش
بعثة الأمام محمد عبده
كان الدكتور محمد بهي قرقر والدكتور محمد ماضي عضوا بعثة المرحوم الشيخ محمد عبده قد أتما دراستهما في جامعة هامبرج في ألمانيا ونالا إجازة الدكتوراه منها. ثم رغبا إلى مشيخة الأزهر أن تطيل مدة البعثة لهما سنتين لينالا درجة الأستاذية من هذه الجامعة. وعرض هذا الموضوع على المجلس الأعلى في إحدى جلساته السابقة كما عرض عليه ما أظهرته المشيخة من الرغبة في سرعة الاستفادة من عضوي هذه البعثة وتعيينهما للتدريس في الأزهر فرأى المجلس الأعلى للتوفيق بين رغبة المشيخة في سرعة الاستفادة منهما