مدح السلطان، ثم يبين سبب نظم الكتاب ويشرع في ترجمة الشاهنامة. وفي الخاتمة يمدح السلطان ويبين أنه نظم الكتاب باسمه وأتمه في دولته، ويتكلم عن أخلاق السلطان وسياسته وشغفه بالعلم والأدب، ومعرفته لغات كثيرة، ومشاركته في الإنشاء والشعر ونظمه في توحيد الله ومدح الرسول، وإلمامه بالموسيقى، ونظمه موشحاً للغناء، وولعه بقراءة التواريخ الخ. . . ثم يصف مجلس السلطان واجتماع العلماء فيه لمذاكرة العلم، ويذكر المغنين والموسيقيين الذين يطربون السلطان في مجالسه.
ثم ينتقل إلى وصف عمارات السلطان وصفاً مفصلاً فيعدد تسعاً منها. والخلاصة أن في مقدمة الكتاب وخاتمته ما يكشف بعض تاريخ الغوري ولا سيما الجانب الأدبي منه، ويبين طرفاً من تاريخ مصر - بعد حساب المبالغات الشعرية.
- ٣ -
هذا الكتاب له قيمة عظيمة في تاريخ اللغة التركية، فهو سجل جامع لألفاظ اللغة التي كانت مستعملة في القرن العاشر الهجري ولقواعد النحو والصرف التي كانت متبعة إذ ذاك.
وفيه كذلك صورة مفصلة للضرورات الشعرية التي كانت تعانيها اللغة من بعض الشعراء في ذلك العصر، والتي ذكرها ضيا باشا في مقدمة (الخرابات).
- ٤ -
ويزيد في قيمة الكتاب وفائدته، أن عندنا منه نسخة الأم أعني النسخة التي كتبها المترجم بخطه، وقدمها إلى السلطان؛
فعلى صفحة العنوان نجد هذه الصيغة:
(برسم خزانة مولانا المقام الشريف السلطان مالك رقاب الأمم، السلطان المالك، الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره وخلد ملكه.
وفي آخر الجزء الأول:
(وقع الفراغ من تحرير المجلد الأول في أول ليلة من شعبان المبارك في محروسة مصر صانها الله من الآفات، في قبة الحسينية لأمير يشيك، تغمده الله بالرحمة والغفران)، كاتبه ناظمه أضعف عباد الله حسين بن حسن بن محمد الحسيني سنة ثلاث عشر وتسعمائة.