تم الكتاب بعون الملك الوهاب ضحوة النهار يوم الأحد ثاني شهر ذي الحجة الحرام سنة ست عشر وتسعمائة من هجرة النبوية عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات، كاتبه ناظمه وهو أضعف العباد حسين بن حسن بن محمد الحسيني الحنفي في مدينة مصر حرسها الله من الآفات والبليات في جامع المرحوم المغفور السعيد الشهيد الملك المؤيد شيخ سقى الله عهده بالرحمة والمغفرة.
وبعد هذا سطران بالتركية:
(بو كتابك نظمنه مولانا السلطان عز نصره الغوري أول سلطنت يلنده ابتدا إيلدك، أون يلده تمام أولندى، أونك دولتذه إتمامه أرشدي).
حسبنا الله ونعم الوكيل. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
(ومعنى العبارة التركية أنه بدأ الكتاب في أول سنة من عهد السلطان وأتمه في عشر سنين في دولته)
- ٥ -
والنسخة في ١١٧٠ ورقة كبيرة أي ٢٣٤٠ صفحة، كل صفحة ٢٥ سطراً، وهي مذهبة، وبها اثنتان وستون صورة ملونة. وإزاء كل صورة في الحاشية عنوانها بخط مذهب. ولهذه الصور قيمتها في الدلالة على التصوير المصري في ذلك العصر.
- ٦ -
ثم يزيد هذه النسخة نفاسة وفائدة أنها واضحة الخط تميز فيها الحروف الثلاثة ب، ج، ز، من الحروف العربية ب، ج، ز، بوضع نقطتين تحت الحرف أو ثلاث. وهذا نادر في الكتب القديمة، وهي بعد هذا مشكولة شكلاً تاماً لا يرتاب القارئ في ضبط كلمة منها
فبين أيدينا زهاء ستة وخمسين ألف بيت من الشعر التركي في القرن العاشر الهجري مضبوطة ضبطاً تاماً، وقيمة هذا في اللغة والأدب ليست هينة