عديدة، واشتركت فيها القوى البرية على اختلاف أنواعها والجوية، وأدت إلى استيلاء الجيش الياباني على تلول (تشانج كوفنغ) و (شاتسا) و (بينج) وذلك في ٣٠ يوليه سنة ١٩٣٨. وقد صرح حينئذ الميجر (اكياما) بلسان الجيش قائلاً (قد عدنا إلى احتلال هذه الأراضي المنشوكية بالقوة، ولا نريد شيئاً أكثر من ذلك. فنحن نجهل النيات السوفياتية. ولكن إذا حاول السوفيات استرداد هذه المواقع وجب أن ينتظروا معاملة أقسى وأشد)
ولكن هذا التهديد لم يثن عزيمة السوفيات بل أثار هياج الرأي العام في روسيا، فقامت الجماهير بمظاهرات عدائية نحو اليابان جاء في قراراتها:(يجب أن لا تنسى قط اليابان وإيطاليا وألمانيا أن الجيش الأحمر لن يتخلى عن متر واحد من الأراضي السوفياتية، كما يجب أن لا يفوتها أن الشعب الروسي بأكمله هو في حالة تجنيد، وأنه يجيب أول نداء تذيعه حكومته وسلاحه بيده) وقد أصدرت الجمعيات العامة المنشأة في جميع أنحاء البلاد قرارات جاء فيها: (إننا لن نتراجع أمام أي تهديد. فحدودنا لا يمكن خرق حرمتها، وستدفع العصابات اليابانية موت جنودنا سيولاً من الدماء).
استعد الروس لاسترجاع منطقة (تشانج كوفنغ)، فظهر الجيش الروسي الأحمر الأول مرة في القتال، فقام في ٣ أغسطس بهجوم عنيف على هذه المنطقة، اضطر اليابان إلى دفع عشرين ألف مقاتل لصد هجوم الروس. ولم تكن هذه المعركة حاسمة، ولم يتمكن الروس من استرداد المنطقة التي استولى عليها اليابانيون في ٣٠ يوليه الماضي. على أن القتال لم يقف، بل ازداد حماسة وشدة. فحدثت معارك، أدت إلى تقدم الروس، فأعلنت قيادة الجيش الروسي في ٧ أغسطس أن القوى السوفياتية (أجلت بتاتا الجيش الياباني عن الأراضي السوفياتية). ولكن المقامات اليابانية نفت بتاتاً جلاء اليابانيين عن أكمة (تشانج كوفنغ). ويظهر أنه في ذاك التاريخ قد جلا اليابانيون عن قسم من المنطقة المختلف عليها، وظل القسم الآخر تحت سيادتهم
واصل الروس القتال، وتسلم المارشال بلوخر القائد العام للقوات السوفياتية في الشرق الأقصى، قيادة الأعمال الحربية، فتقدم الروس وتراجع اليابانيون. وصدر في موسكو بتاريخ ١٠ أغسطس بلاغ رسمي يقول:(إن تشانج كوفنغ التي وقع الخلاف عليها بين الروس واليابانيين أمست الآن في أيدي الروسيين).