وفي ١٠ أغسطس أيضاً أعلنت الهدنة بين روسيا واليابان، وأوقف القتال في ساحة (تشانج كوفنغ) عند ظهر اليوم التالي حسب توقيت الشرق الأقصى أي قبيل شروق الشمس في بلادنا.
كانت خسائر الطرفين حسب تقدير اليابان الرسمي ١٥٨ قتيلاً و ٧٢٣ جريحاً من اليابانيين، وما ينيف عن ١٧٠٠ قتيل وجريح من الروس. غير أن إحصاء الروس الرسمي ينص على أن عدد قتلى الروس ٢٣٦، وجرحاهم ٦١١، وعدد قتلى اليابان ٦٠٠، وجرحاهم ٢. ٥٠٠. ومن الأكيد أن هذه الأرقام غير صحيحة لأن من عادة الدول المتحاربة محاولة إخفاء حقيقة خسائرها، والمبالغة في مقدار خسائر الخصم. والغاية المتوخاة من ذلك بيان تفوقها وتقوية روح جيوشها المعنوية من جهة، وإظهار ضعف الخصم وإضعاف روحه المعنوية من جهة ثانية
لم يكن إعلان الهدنة مفاجئاً لأن المفاوضات لتصفية النزاع الروسي الياباني كانت سائرة منذ ابتداء القتال. وكانت الدوائر السياسية الغربية تتفاءل تارة وتتشاءم تارة أخرى، ولكن التفاؤل غلب التشاؤم بتراجع اليابان عن موقفها
فكيف كانت المفاوضات؟ وما هي شروط الهدنة؟ وما هي الأسباب التي دعت اليابان إلى هذا التراجع؟
على أثر دخول الجند الروسي المقاطعة المختلف عليها قابل البارون سيجيمنسو السفير الياباني في موسكو، الرفيق لتفينوف وزير خارجية روسيا عدة مرات طالباً منه سحب القوى الروسية من مقاطعة (تشانج كوفنغ). وكانت خلاصة الحديث الذي دار بينهما في ٢٠ يوليو (تموز) أن الحكومة اليابانية مقتنعة بأن المنطقة الواقعة غربي بحيرة (كاسان تشانتشي) داخلة في حدود منشوريا، وأنها توافق على تعيين الحدود تعييناً دقيقاً، والدخول في مفاوضة مع حكومة موسكو لهذا الغرض؛ ولكن بعد أن يتم انسحاب القوات السوفياتية من المنطقة التي احتلتها. وقد رد وزير الخارجية الروسية على بيانات السفير الياباني بأن الحكومة السوفياتية قدمت إلى السفارة اليابانية عدة وثائق منها معاهدة (هونتشون) والخرائط الملحقة بها المبينة للحدود بدقة وجلاء تامين. وهذه الخرائط والوثائق التي وقعها ممثلو الحكومة الصينية السابقة تثبت أن المنطقة الواقعة غربي بحيرة كاسان داخلة ضمن