نطاق الحدود الروسية، وأن روسيا كانت ترسل إليها الدوريات العسكرية ولا تزال تفعل ذلك. فأبان السفير الياباني أن حكومته لن تكون مرتاحة إلى هذا الرد، وأنه من الضروري اتخاذ تدابير تعيد الأمن إلى نصابه على الحدود، وإلا اضطرت اليابان أن تستنتج من ذلك وجوب الالتجاء إلى القوة. فرد الرفيق لتفينوف أن مثل هذا التهديد لا يؤثر في روسيا ولا يخيفها. وعلى أثر ذلك قطعت المفاوضات
وبعد احتلال اليابان لتلول (تشانج كوفنغ) في ٣٠ يوليو (تموز) تلقى سفير اليابان في موسكو التعليمات من حكومته بأن يطلب من الرفيق لتفينوف استئناف المفاوضات بشأن (تشانج كوفنغ) التي قطعت في ٢٠ يوليو (تموز) فاجتمع السياسيان في ٤ أغسطس وبسط السفير الياباني وجهة نظر حكومته التي ترمي إلى تسوية النزاع بالطرق الودية. فأصر الرفيق لتفينوف على أنه يجب على اليابان قبل بدء المفاوضات أن تسحب جيوشها إلى وراء الخط المعين في الخريطة الملحقة بمعاهدة (هونتشون) المبرمة عام ١٨٨٦. فأجاب السفير بأن الخريطة المذكورة التي لا يوجد لها صورة رسمية إلا في وزارة الخارجية في موسكو، لا يمكن قطعاً اعتبارها المستند الوحيد الذي يستطاع استخدامه في تعيين الحدود، لأنها لم تنشر قط، ولأن السلطات اليابانية المختصة لم تعلم بها لحد الآن. على أثر ذلك انفض الاجتماع دون أن يصلا إلى نتيجة إيجابية
وفي اليوم التالي قابل السفير الياباني وزير الخارجية الروسية وعرض عليه اقتراح حكومته المشتمل على النقط التالية:
١ - انسحاب القوات اليابانية إلى المنطقة المتنازع عليها حول جبل (تشانج كوفنغ).
٢ - تعهد روسيا بألا تحتل هذه المنطقة.
٣ - بقاء هذه المنطقة منطقة حياد إلى أن تقوم لجنة بتخطيط الحدود.
فرد الرفيق لتفينوف على هذا الاقتراح بقوله: إن روسيا لا تدخل في أية مفاوضات قبل سحب القوات اليابانية داخل حدودها. وعلى أثر هذه العبارة استأذن السفير الياباني بالانصراف وارفض الاجتماع. وكان القتال في هذه الأوقات شديداً، وهجوم الروس لاسترجاع منطقة (تشانج كوفنغ) قويا
وفي ١٠ أغسطس اجتمع الرفيق لتفينوف والبارون سيجيمنسو واتفقا على شروط الهدنة