ولكن الحوادث لم تحقق هذا الظن، لأن حكومة السوفيات أظهرت بطريقة لا شك فيها أنها لا تتردد في خوض غمار الحرب دفاعاً عن كرامتها وسلامة حدودها في الشرق الأقصى. ولأنه ظهر وهن ميثاق مكافحة الشيوعية المراد منه مقاومة نفوذ السوفيت. إذ أنه لما استفسر سفير اليابان في برلين من الهر ريبنتروب وزير خارجية ألمانيا يوم الاثنين الموافق ٨ أغسطس، عن مدى المساعدة التي تقدمها ألمانيا لليابان إذا خاضت غمار الحرب ضد روسيا، أجاب الهر ريبنتروب بما معناه: أن ألمانيا مع ميلها إلى اليابان وتمنيها لها الفوز، لا تستطيع في الوقت الحاضر مدها بمساعدة عملية في حالة نشوب حرب يابانية روسية فأبرق السفير الياباني في برلين حينئذ إلى حكومته أن تعمل كل ما في وسعها لعدم تمديد الخلاف مع روسيا
أما روسيا فسوف لا تكتفي بهذا الفوز الأدبي الذي أحرزته على اليابان لأن مسألة (تشانج كوفنغ) لم تكن السبب الحقيقي في النزاع الذي كاد يؤدي بها إلى الحرب (بل هناك سبب أعظم منه هو أن مصالحها الحيوية تقضي عليها بوقف المطامع اليابانية في الصين عند حدودها، فإذا لم تعدل اليابان عن هذه المطامع، وتحل خلافها مع الصين على أساس يكفل للصينيين سيادتهم وسلامة بلادهم، فالحرب واقعة بينها وبين روسيا، وربما تشترك فيها بعض الدول الغربية من أصحاب المصالح في الصين