ثم إن هذا الشاب الذي يدعى الزورت ذهب على رأس جنده فاحتل الأماكن المعينة؛ وهناك بصر بعلم من أعلام الثوار يخفق على جدار فندق في مدينة صغيرة تسمى الإسكندرية فتسلق الحائط في بسالة عجيبة وانتزع العلم من موضعه، وبينما هو نازل من أعلى الجدار إذ أصابته رصاصة فانكب على وجهه، وتدفق الدم من قلبه على هذا العلم، فكانت ميتته هذه ميتة بطل، تركت في نفوس أصحابه ما لا يتركه النصر في معركة حامية. . . ولا تسل عما أصاب الرئيس يومئذ من هم وحسرة. . . لقد حزن على هذا البطل كما كان يحزن لو أن الميت كان وحيده؛ وجاءت بعده منية دوجلاس فكانت الميتتان فاتحة الكوارث في هذا النضال العظيم. . .