للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حميتهم وتزيد بأسهم. . .

ولم يكتف الثوار في بلتيمور بما فعلوا فحطموا الجسور التي تصلهم بالشمال والغرب، وعطلوا الخطوط الحديدية المؤدية إلى وشنجطون. . . ولكن أحد القواد الشجعان الموالين للرئيس لنكولن خرج من وشنجطون على رأس عدد من المتطوعين وباغت المدينة ليلاً وقبض على كثير من الثوار وقتل نفراً منهم ففت ذلك عضدهم، وأعلنت ولاية ماري لند بعد أن خضعت عاصمتها على هذا النحو انضمامها صراحة إلى الاتحاد، وكانت هذه الخطوة من جانب أهل الشمال أولى خطواتهم الموفقة

وأعلن الرئيس لنكولن الحصار البحري على موانئ الاتحاد الجنوبي ليقطع الصلة بينها وبين العالم، ثم أهاب بالولايات الخاضعة له أن تمده بعدد جديد من المتطوعين، فما لبثت أن أمدته بما طلب، حتى لقد غصت وشنجطون بهؤلاء المستبسلين الذين أراد لنكولن أن يستعيض بحماستهم عما يعوزهم من التدريب والنظام.

وفي تلك الأيام العصيبة نرى دوجلاس خصم لنكولن القديم يسعى إلى البيت الأبيض ويقابل الرئيس ويفضي إليه بإعجابه بما انتهج من خطة، ويعده أن يظل إلى جانبه خادماً لقضية الاتحاد وتتوثق عرى المودة بين الرجلين، ويستأذن الرئيس صديقه الجديد أن يذيع في الناس هذا النبأ، فيأذن دوجلاس مغتبطاً بعد أن يقرأ ما أعد للنشر؛ ويقابل الديمقراطيون وغيرهم هذا النبأ بالابتهاج، ويشعرون بقوة جديدة يظفر بها أهل الشمال

ولا يني دوجلاس يدافع عن الرئيس وسياسته يخطب الناس في المدن يستحثهم إلى البذل والتضحية؛ ولا يفتأ يضع بين يدي الرئيس من نصحه ومشورته ما يحرص الرئيس على الانتفاع به. ولكن يد الموت لا تمهل دوجلاس أكثر من شهرين فيلقى حتفه، ويتلقى لنكولن نبأ الفجيعة فيذرف الدمع السخين ويشتد به الغم حتى يرمض فؤاده. . .

ولقد امتدت يد الموت قبل دوجلاس إلى شاب مجاهد كان أول أمره يعمل في مكتب لنكولن أيام كان يحترف المحاماة؛ ولقد أعجب لنكولن بذكاء هذا الشاب وملك قلبه شدة محبته له، فلما سار إلى العاصمة سار معه؛ ولما تحرجت الأمور، برز هذا الشاب الباسل الذكي يجمع الفرق ويدربها ويعدها للنضال. . . إلى أن كان ذات يوم فأرسله لنكولن إلى ضفة النهر المواجهة للعاصمة ليحتل المرتفعات هناك. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>