من حجرته إلى باب حجرتي، وجلس هناك يخدش الباب حتى سمعته وفتحت له، وهو لا يزيد على النظر والسكوت
كان اليوم يوم أحد، ولكنا بحثنا عن الطبيب في كل مظنة حتى وجدناه، وقد شاءت له مروءته الإنسانية أن يفارق صحبه وآله في ساعة الرياضة ليعمل ما يستطيع من ترفيه وتخفيف عن مريضه الذي تعلق به وعطف عليه، لفرط ما آنسه أثناء علاجه من ذكائه وألاعيبه ومداعباته، ولكنه وصل إلى المنزل وبيجو يفارق هذه الدنيا التي لم يصاحبها أكثر من سنتين
سيبقى من صور الإسكندرية ما يبقى، وسيزول منها ما يزول، ولكني لا احسبني أنسى ما حييت نظرة ذلك المخلوق المتخاذل يقول بها كل ما تقوله عين خلقها الله، ويودعها كل ما ينطق به فم بليغ من استنجاد واستغفار، كأنه يعلم أنه أقلقني ولا يحسب ما كان فيه عذراً كافياً لإقلاق صديق. ومن شهد هذا المنظر مرة في حياته علم أنه لا ينسى، فأن لم يعلم ذلك فهو أقل الناس حظاً من الخلائق الإنسانية، لأن البعد من العطف على الحيوان لا يجعل المرء بعيداً من الحيوان، بل يقربه منه غاية التقريب