ب - إذا كان الأمر في مثل هذه الظروف فكلا بالتأكيد!
ط - أتستطيع أن تذكر لي ما تأخذه على قوة كهذه القوة؟
ب - بلى!
ط - وما هو إذاً؟؟ تكلم!
ب - إذا فعل الإنسان هكذا فإنه يعاقب بالضرورة!
ط - أو ليس العقاب شرا!
ب - من غير شك!
ط - وإذاً فقد حكمت أيها الشاب العجيب بأن الإنسان يكون (ذا قوة عظيمة) عندما يرى في إشباع رغباته مصلحة له وخيراً، وقلت أن هذا ما يبدو أنه قوة كبيرة، وأن كل ما عداه شر وضعف! ولكن لنختبر ذلك أيضاً: ألا توافق على أنه قد يكون الأفضل أحياناً أن ننفذ ما نتحدث عنه في الحال كقتل المواطنين ونفيهم وسلبهم، وقد يكون الأفضل ألا ننفذه؟
ط - وإذا يبدو أنك متفق معي على هذه النقطة؟
ب - بلى
ط - وإذا ففي أي الأحوال ترى أن الأفضل تنفيذ تلك الأفعال؟ أرجو لو تحدد لي الموضوع!
ب - الأفضل أن تجيب أنت نفسك على سؤالك يا سقراط
ط - حسن يا بولوس.! وما دمت تفضل أن تسمع مني فأني أقول أن الأمر يكون أفضل عندما ننفذ فعلاً منها بعدل، ولا يكون كذلك عندما ننفذه بظلم!.
ب - لعمري إن مناقضتك لصعوبة جميلة يا سقراط! فالطفل نفسه يستطيع أن يبرهن لك على خطئك!
ط - لأكونن مديناً لهذا الطفل ولك بكثير من الشكر إذا ما نقضتماني وتخلصتما من بساطتي وجهلي!، وإذا فلا يضجرك الإحسان إلى من يحبك يا بولوس، وأمض في مناقضتي!
ب - لن احتاج في مناقضتك إلى الرجوع بك إلى الماضي وأمثلته لأن حوادث البارحة واليوم كافية لأن تثبت خطأك، ولأن تريك أن الظلمة من الناس غالباً ما يكونون (سعداء)!