نهر بردى: نهر دمشق الذي وصفه حسان بأنه (يصفق بالرحيق السلسل) وذكره شوقينا محيياً دمشق بقوله:
سلام من صَبا بردى أرقُّ ... ودمع لا ينهنه يا دمشقُ
أمام أم قرى هذا الوادي البهيج فهي الزبداني مركز القضاء وعامله القائم بشؤونه رجل من أفاضل الرجال غيور على عمرانه، وتوفير أسباب الهناء والبلهنية على نازليه وسكانه؛ وفي الزبداني محكمة يرأسها قاض ماض في أحكامها، ومستوصف طبي للحكومة تام الأدوات يديره طبيب نشيط يداوي الأغنياء من المصطافين والفقراء على السواء. ولا يتقاعس عن تلبية نداء المرضى في مساكنهم، يعودهم ليضعف من الداء الآلام، وليقوي في الشفاء الآمال، ثم هو يعطي الأدوية مجاناً للبائس والمعتر حتى الغني المضطر إن لم يجد علاجه في صيدلية الزبداني العامة.
وفي قرية بلودان صيدلية كبيرة، وفي مضايا أخرى صغيرة، وبذلك يجد المصطاف الصحيح في وادي الزبداني نعيمه المقيم وهناءه؛ والمريض لا يعدم في مغانيه طبيبه الحاذق وشفاءه
ومما تمتاز به الزبداني على سائر قرى الوادي أنها مركز السيارات، وإن فيها محطة القطارات، فهي ملتقى الحاضر والبادي، ومنتدى الرائح والغادي، كما تمتاز برخص أسعار الثمار وكثرتها، وتنوع الخضراوات الغضة ووفرتها، وبسوقها الكبيرة المشتملة على جميع ما يحتاج إليه الاصطياف والانتجاع، وبمنتزهاتها المستوفية لشرائط الإبداع والإمتاع
بعض مناظرها الساحرة: كل ما في وادي الزبداني بهيج جميل: بهيج لعمري مقهى أبي زاد ومنظره الساحر الجميل، ومقهى بقين وعينها التي يحق أن تسمى السلسبيل، وجميل كل الجمال قصر الجرجانية الأندلسي بشلالاته وفواراته، وفخم كل الفخامة فندق بلودان بمقصوراته وحماماته، ورائعة - شهد الله - قرية مضايا بصفاء سمائها. وصحة هوائها، وماذا عسى أن يقول قائل في محاسن الزبداني ومفاتنها؟ فلعل اصدق ما يقال في جنتها قول الشاعر في وصف دمشق وغوطها: