للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يقول: إن مثل الولاية من الاتحاد كمثل قسم من الولاية من هيكلها، فإذا جاز لهذا القسم أن ينفصل عن جسم الولاية، جاز للولاية أن تنفصل عن الاتحاد

وجاءت بعد ذلك مسألة حصن سمتر فكانت بمثابة الشرارة التي أوقدت نار الحرب. . . ولقد عدت تلك الحرب من المآسي البشرية، ذلك لأنها كلفت الفريقين كثيراً من الأموال والأنفس؛ فلقد استحرَّت جذوتها لأن الفئتين كانتا كلتاهما ترى الحق في جانبها. . . وكانت الدماء التي تجري دماء شعب واحد فكل قاتل ومقتول إنما هما صورة جديدة لقابيل وأخيه هابيل

وقفت أمة واحة فئتين تقتتلان؛ فهنا الوحدة والحرية، وهناك الفرقة والعبودية، وهنا وهناك الكثير من مواقف الحماسة والتضحية، يضيع في حميتها وضجيجها صوت الحق ويتبدد دعاء الإنسانية. . .

وكانت أولى المعارك الكبيرة معركة نشبت في فرجينيا بعد ثلاثة أشهر من سقوط سمتر عرفت باسم بول رن. . . وبيان خبرها أن جنود الاتحاد التقوا بجموع الثائرين، وكانت الحماسة والاستبسال هي كل ما لدى هؤلاء المتطوعين من عدة، وكان لأهل الجنوب وإن كان معظمهم من المتطوعين أيضاً، قواد مدربون كانوا قبل في الجيش النظامي للبلاد وتسللوا منه إلى الجنوب حين تفرقت الكلمة!

وتبين أول الأمر أن النصر في جانب الشماليين، ولكن ما لبثت موجتهم أن انحسرت، ثم ولوا بعدها هاربين على صورة منكرة، تبعث على الرثاء حتى لقد قيل إن بعض الفارين لم يقفوا عن العدو حتى دخلوا منازلهم في وشنجطن

ودخلت فلول المنهزمين المدينة في حال شديدة من الذعر والهلع وطافت بالناس الشائعات أن المدينة واقعة في أيدي الجنوبيين، فألقي الرعب في قلوب السكان وبخاصة حينما وقعت أعينهم على أكثر من ألف من الجرحى؛ وحينما علموا أنه قد قتل في هذا اللقاء الأول أربعمائة وخمسون. . .

ولو أن أهل الجنوب تقدموا غداة انتصارهم لأخذوا المدينة ما في ذلك شك، ولكنهم نكصوا ورضوا من الغنيمة بفرار خصومهم على هذا النحو، وحسبوا أنهم بعد ذلك أحرار فيما يفعلون فلا خوف عليهم من أهل الشمال؛ ثم أنهم منذ خيل إليهم أن عدد أعدائهم يبلغ

<<  <  ج:
ص:  >  >>