وهم يجدون في هذا الترفيه وهذا التنفيس متعة القلب وراحة النفس
يقولون إن في الانتحار في الأمم الكاثوليكية هو أقل منه في الأمم الأخرى. وتعليل هذه الظاهرة عند علماء النفس والاجتماع أن في اعتراف الآثم لكاهنه، ترفيهاً عن نفسه، وتنفيساً عنها. وهذا الاعتراف هو أشبه شيء بمفتاح البخار يفتحه سائق القطار إذا ثقل تكاثف البخار ليخفف الضغط، ورفائيل وفرتر وغيرهما اعتراف نابغين إلى القارئ، وقراءتهما هي اعتراف القارئ إلى نابغين ملهمين
أذكر أنني قرأت رفائيل في الخامسة عشرة، وفي السادسة عشرة قرأت فرتر
وإنها لسانحة سعيدة تسنح لي الآن. أعترف فيها بكثير من الغبطة ورضى الضمير، أنني مدين بفضيلتي - إن كان فيَّ فضيلة وتقوى - إلى غوته ولامارتين والزيات. نعم يا أستاذ احمد أمين إلى غوته ولامارتين والزيات. أعترف فوق هذا أنها كانت ساعة من ساعات حياتي المشهودة المذكورة لها خطرها في حسن توجيه ميولي ونظري وفكري، تلك التي عثرت فيها - في هذه السن الخطرة - على رفائيل وفرتر