من ساع وراء أمر يرومه والتقادير تعانده فلا يبلغ متمناه)
فهذا كلام لو قورن بأسلوب الكتابة في هذه الأيام لما تخلف عنه في كثير ولا قليل، بل ربما فاق أسلوب الكثير من مشهوري الكتاب بصحة اللغة وحسن السبك ومتانة التركيب
وهذه الظاهرة من خير الشواهد على نبوغ الأستاذ، لأن النابغة يتخطى حدود زمانه ويدرك ما لا يدركه معاصروه إلا بعد أمد طويل.
هذه كلمتي في أسلوب أستاذنا قسطاكي بك الحمصي في الكتابة النثرية، وأنا أعلم ما فيها من عجز وقصور عن أدراك شأوه وبلوغ مداه، وإيفاء البحث حقه من الدرس والتمحيص، ولكن أنى لمثلي أن يسابق في هذه الحلبة ويجري في هذا المضمار وقد اجتمع فيه عيون الأدب ومصطفى رجاله لتكريم إمام من أئمة البيان. غير أن لي من حسن نيتي شفيعاً لقصوري، فليتفضل الأستاذ بقبول هذه الكلمات من بهدية مقرونة بالإعجاب بأدبه والدعاء له بطول البقاء