فارس الخوري بك:(إن قيام دولة أجنبية بين نحر الأمة العربية وقلبها لا يوافق عليه العرب بحال من الأحوال. وفلسطين قلب العروبة حقاً، لأنها تتصل بمصر وشرق الأردن والعراق وشطرها الآخر: سورية). وطلبت الهند إلى إنجلترا بلسان رئيس وفدها الأستاذ عبد الرحمن الصديقي أن تختار إما المسلمين وإما أعداء المسلمين. وقال:(إ ن ثمانين مليوناً من الهند على استعداد لأن يلبوا أول صوت يصدر عن القاهرة). وقالت سائر الأمم على ألسنة وفودها مثل هذا، فلم يبق لإنجلترا حليفةِ العربة والإسلام إلا أن توازن بين ذهب الصهيونيين، وصداقة العرب والمسلمين، وتنظر إليهما في كفة الميزان فتعلم أيهما أرجح وزناً في الحرب العالمية المقبلة، وأغلى قيمة في السوق الاقتصادية العامة، وأقوى أثراً في إقرار السلم في الشرق القريب والبعيد
إن حياة إنجلترا في السلم، وشرفها في العدل، وسلطانها في الديمقراطية؛ وفلسطين كانت منذ أنشأها الله بلاءً على المعتدي وشؤماً على الظالم. وقد التقى عندها الغرب والشرق مرة في عهد عمر، ومرة في عهد صلاح الدين، فكانت العاقبة في كلتا المرتين غروب الغرب وشروق الشرق، فهل يريد تشمبرلن رسول السلام ونصير الإنسانية أن يجمعهما على ثراها مرة ثالثه!