لليأس وسلموا قيادهم من يجهل معنى الإخلاص. أما أنت فقد خرجت الآن من دور البكاء والاستسلام والتسليم، وما عادت تجوز عليك خدع المتزعمين من أبنائك طلاب السلطة والمال، وقد دخلت أخيراً في دور الجهاد المبارك الذي أعلنه المخلصون من أبنائك البررة - أبناء الشعب السذج ذوي الأيمان القوي والعقيدة الراسخة والأرض المسلوبة.
فجاهدي وناضلي يا فلسطين واعلمي أنك قطعة ثمينة من الوطن الأكبر الذي لا يزال فيه بقية من الخلق الذي كان يتحلى به فتيان محمد (ص) الأولين. وهذه البقية الباقية إن كانت ضئيلة اليوم فلن تبقى ضئيلة إلى الأبد فإنها والله لكالجمرة التي خلفتها النيران في الرماد وظن الناس أنها منطفئة، حتى إذا ما هبت العاصفة أطارت الرماد وعرّت الجمرة ونفخت فيها الحياة فاحمرت ثم اندلعت منها ألسنة اللهيب واتصلت بما حولها وتوسعت دائرة الاشتعال حتى أصبح إخمادها في حكم المستحيل. وهاهي ذي عواصف الاضطهاد والإرهاق تكتنفنا من كل جانب وهي كفيلة بإذكاء نار الحمية فينا وإعادة ذلك العهد الذي دُكت فيه عروش الأكاسرة والقياصرة على يد فئة قليلة يقوها بدوي أمي خرج من قلب الصحراء المقفرة.
وهذا الأمل الجديد الذي أبشرك به يا فلسطين لقد ولده في قلبي عمل حكمة أحد فتيان محمد (ص). فأرسلي ناظريك إلى ما وراء الصحراء وترقبي - مثلي - خروج القائد المنتظر في بلاد (حكمة) ومن جيل حكمة.