والهند وفارس وجرجان والأرمان وبابل والموصل وعند الروم)
وفي دار الكتب المصرية نسخة خطية من كتاب تراجم الحكماء لوزير حلب المعروف بالقفطي، وتحتوي على نفس عبارة الفهرست عن تاريخ هذه المكتبة ومؤسسها. على أن الثابت من إجماع آراء المؤرخين والمستشرقين هو أن المؤسس لهذه المكتبة هو سوتر لا بطلوماوس، فقد جاء هذا فعمل على توسيعها، ثم خلفه بطليموس أورجينوس عام ٢٤٧ ق. م. فأضاف إليها كثيراً من كتب الأدب والشعر والتمثيل مما وجده في خزائن أثينا. ويروى أنه فرض على كل من يقيم في الإسكندرية أو يمر بها من رجال العلم أن يقدم للمكتبة نسخة من كل كتاب يملكه، فزهت الإسكندرية بذلك ونبغ فيها من العلماء عدد كبير
وما زال أمر هذه المكتبة في تقدم مطرد وازدياد عظيم، فقد ذكر بطلر نقلاً عن أميانوس مارسلينوس أنها بلغت سبعمائة ألف مجلد. وذكر العالم أكبر سيم أنها قد قسمت إلى شطرين ووضع الشطر الثاني منها في معبد سيرابيس
وفي عام ٤٧ ق. م. حوصر (يوليوس) قيصر الروم بالإسكندرية فأحرقت جنوده قسماً من هذه المكتبة عن غير قصد
ولما تولى الإمبراطور تودوسيوس أصدر أمراً بتحريض جماعة من المتعصبين للمسيحية بالقضاء على جميع المعابد الوثنية وجعل عاليها سافلها فنال هذه المكتبة العظيمة من جراء ذلك ضرر جسيم
وفي عهد الإمبراطور طيودوس منعت الآداب والفلسفة اليونانية منعاً تاماً بأمر الأسقف تيوفيل، وبأمره أيضاً دمرت السيرابيوم عام ٣٩١ م. وبنى على أنقاضها كنيسة أو جملة كنائس ولم يبق من هذه الدار إلا بعض الجدران، كما ذكر سيديو (ج ١ ص ١٥٥)، وذكر أيضاً أن الكتب الوثنية التي كانت بالسيرابيوم قد أحرقت كلها، وأما الكتب العلمية فإنها حملت إلى القسطنطينية ثم تطاولت الأيدي إلى هيكل (سرابيس) فدمرته وأحرقته في الحال هو وجميع محتوياته والكتب التي كانت فيه.
وهكذا تكون هذه المكتبة قد دمرت وأحرقت غير مرة بأمر قياصرة وبطارقة الروم. وقد تلاشت قبل الفتح الإسلامي بمدة طويلة. ومن المؤرخين من يزعم أنها أحرقت دفعة واحدة، فقد ذكر بطلر نقلاً عن (مبالوس مارسلينوس) أن السبعمائة ألف مجلد التي كانت تحتوي