للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وترتفع وتهبط لا أموال الأفراد، ولكن - واحر قلباه - مصائر الشعوب، ومقدرات الأمم والضعفاء!. .

أصبح اليوم: سوقاً يأوي إليها تجار الرقيق (بالجملة) (ليتساوموا) فيه، ويتبادلوا، ويتهادوا!. .

أصبح اليوم مأوى للذئاب الخائفين من شرور أنفسهم! والآن، أيها المؤتمرون، إن فلسطين تناديكم.

تنادي المتربعين على عروش الذين كانت تصهل خيولهم، وتلمع أسنتهم، ويرتفع غبارهم، تحت أسوار أورشليم!. .

فمن يكون اليوم منهم صلاح الدين؟

من يكون اليوم منهم (المعتصم) لينقذ اليوم ألف عربية بين أيدي الجنود تنادي من وراء قضبان الحديد، في غلس الليل (وا معتصماه!)؟

أيها المؤتمرون، أيها الملوك، أيها الأطفال، أيها الشيوخ، أيتها العجائز، أيها العرب، أيها المسلمون: صلوا حين تأوون إلى فراشكم وحين تصبحون، لأجل فلسطين!

صلوا حين تجلسون إلى موائدكم لأجل المتضورين جوعاً في فلسطين!

صلوا حين تجلسون إلى أولادكم لأجل اليتامى المشردين في فلسطين!

صلوا حين تجلسون إلى نسائكم لأجل الأرامل المروَّعات في فلسطين!

صلوا: لأجل الشهيد العربي المجهول الهاجع بين وكور النسور في جبل النار.

صلوا لأجله: فهناك من تراب النبي حفنة، ومن البقيع الأطهر قطعة، ومن الفراديس روضة، ومن رضى الله بسمة ومن البركان نفحة.

صلوا، صلُّوا لأجل الشهيد العربي في فلسطين.

(حمص - سوريا)

ماجد الأتاسي

<<  <  ج:
ص:  >  >>