للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جانبه أو لتبقى على الأقل محايدة، فلموقعها الجغرافي في الحرب شأن أي شأن

ولكن هذه السياسة الرشيدة العاقلة التي جرى عليها الرئيس ما لبثت أن طاح بها ذلك القرار الطائش؛ فسرعان ما هاجت الخواطر في تلك الولايات المحايدة، وسرعان ما جزع كثير ممن يسلمون بنظام العبيد من أهل الولايات الشمالية

وعظم خطر هذا القرار حتى أصبح نقطة تحول جديد في الموقف كله. . . ونظر الرئيس فإذا هو تلقاء عاصفة شديدة من الرأي العام، فأن دعاة التحرير وأعداء نظام العبيد ما لبثوا أن هتفوا بالقائد الجريء الحازم، وراحوا يمتدحون خطته بقدر ما يعيبون على الرئيس تردده وخوره

وانطلقت الصحف تدعوا الرئيس أن يقر فريمونت وأن يحذو حذوه فيعلن قراراً عاماً ينطبق على الولايات الثائرة جميعاً. ولما وجدوا منه الأعراض والغضب، عصفت برؤوسهم النزوات وراح بعضهم يدعوا إلى إرغام الرئيس على الاعتزال ووضع فريمونت في مكانه

ويتطلع الرئيس بعينيه الواسعتين فإذا بوادر الفرقة والتنازع تكاد تقضي على قضية البلاد، إذا العاصفة تشتد وتشتد؛ ولكنه الرجل الذي لم يخلق له الفزع؛ وهل يذكر أنه خاف العاصفة يوماً ما حينما كانت تنطلق عاتية مدوية فتهتز لها أرجاء الغابة، وهو واقف منها موقف المتفرج؛ ذلك الموقف الذي ما كان يطيقه صبي في مثل سنه إلا إذا كان مثله من بني الأحراج الذين ألفوا ملاقاة العواصف؟ ٍ. . .

(يتبع)

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>