على أصح وأصلح مثال يستطاع، فلا يترك لعضو من الأعضاء بقية من كمال يستطيع بلوغها إلا استوفاها على نمط جامع بين الصحة والقوة والنسق والجمال. وأوجز ما نلخص به فلسفته الرياضية أنها رياضة جسدية موسيقية، لا تقصر على سهولة الحركة الجثمانية بل تقرن بها الرشاقة والوزن والتنغيم
وكان (غاريبالدي) الإيطالي يومئذ قدوة المجاهدين في سبيل الأوطان، فلما عبر (تيرش) بالبلاد الإيطالية راقه أن يستعير (القميص الأحمر) للفرق الجديدة وجعل لها قبعة عليها ريشة صقر فمن هنا اسم أو الصكل الذي عرفت به هذه الحركة الرياضية الكبرى، وهو لفظ (الصقر) بلغة التشك والسلواق
قال روبرت يونج في كتابه (شاب ينظر إلى الديار الأوربية) رواية عن رجل في الستين يصف الحركة وهو يشاهدها في ميدانها ببراغ:
(معظم الأعضاء يتصرفون لمعاشهم نهارا ويتلقون تدريبهم الرياضي أثناء الليل. . . ولا حاجة بنا إلى الرياضيين المحترفين لأننا نؤمن بأن الديمقراطية ينبغي أن يكون لهم من العقيدة الديمقراطية أن يبذلوا اختيارا وطواعية جزءا من وقتهم لتجميل أحوالهم الجسدية)
واستطرد الكاتب إلى بيان موارد الإنفاق على الحركة فإذا هي قائمة على جيوب أعضائها والقسط اليسير الذي يؤديه كل منتم إليها، أما معونة الحكومة فهي شيء طارئ وهي مع ذلك تنقص عاما بعد عام تبعا لتفاقم الأزمة المالية واشتدادها على كاهل الحكومة والأمة
وقال ويكهام ستيد الكاتب المشهور يصف عرض (الصكل) في شهر يوليه الماضي، خلاصته:(أي جندي لا يأخذه منظر ثمانية وعشرين ألفاً من الشبان الأصحاء الأشداء يمشون في ميدان مازاريك الذي تبلغ مساحته خمسة وأربعين فداناً فيتفرقون إلى أماكنهم جميعاً لابتداء التدريب الإيقاعي في خلال ربع ساعة، ثم ينتهي التدريب فينصرفون كرة أخرى ثمانين صفاً كل ستين في صف واحد خلال اثنتي عشرة دقيقة. وإنني لأشك في استطاعة جيش منظم أن يعبر خمسة وأربعين فداناً جيئة وذهوباً وتدريباً في سبع وعشرين دقيقة دون أن يقع فيه شيء من الارتباك والعجلة. أما النساء وقد أدين تدريبهن قبل الرجال وبلغن ستة عشر ألفاً عداً فقد ضارعن الرجال في النشاط والنظام)
حركة الصقر هذه نحن أولى بها وأحوج إليها، وقد رأينا نموذجاً منها في (إصلاحية