للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يقرأ المسئولون عن مستقبل هذا البلد هذا البحث برؤية وإخلاص وأن يبحثوه ويمحصوه. فإذا اقتنعوا بكل ما فيه أو ببعضه عملوا على تنفيذه وإلا فأني أكون قد أرضيت ضميري وأديت واجبي. هذا وان كنت قد اضطرني البحث إلى ذكر بعض مساوئنا وأخطائنا، قائما فعلت ذلك ليكون في حاضرنا عبرة لمستقبلنا. وإذا كنت كذلك قد اضطررت إلى التنديد بروح الاحتفاظ بالقديم في ديوان المعارف وفي معاهد التعليم، فأني أرجو ألا يفهم من ذلك إني أوجه النقد إلى أشخاص معينين، لأن البحث العلمي فوق الأشخاص. وما كان نقدي إلا في سبيل الصالح العام وهو موجه إلى سياسة عامة أنتجت نتائج سيئة هامة؛ خصوصاً أننا نعلم أن الأشخاص يذهبون ويزولون، أما السياسة العامة فبقاؤها أدوم وأثرها أعظم في الأبناء والأحفاد، بل وفي مرافق البلاد.

ويكفيني أن يشاركني في ذلك مندوبو مصر في مؤتمر الاتحاد العالمي لجمعيات التربية في جنيف سنة ١٩٢٩ في تقريرهم عن هذا المؤتمر الذي طبعته وزارة المعارف سنة ١٩٣٦ وقد جاء فيه (ص٣٥) في سياق الكلام عن المعرض الذي أقيم في هذا المؤتمر ما يأتي: (وأني أقول آسفاً إننا لم نعان في الحياة أشد من مرارة المقارنة بين ما نحن عليه من تأخير وجمود وما وصلت إليه تلك الأمم المتمدنة الناهضة. وأمر من ذلك أن نعد أجيالا طوالا لابد من أن نمضي قبل أن نلحق بهم ما لم يهم أولياء الأمور فينا بثورة على القديم، ونهضه تحطم الأغلال العتيقة، وتقلب نظام التربية الحديثة عندنا من أساسه فندب الروح الجديدة في التعليم من كل نواحيه)

(يتبع)

عبد الحميد فهمي مطر

<<  <  ج:
ص:  >  >>