وألوان وأشكال وأصوات وأعمال من غير موجب؟ ولنبدأ مثلا بالأجسام، ألا تقول إنها جميلة، بسبب استعمالها نظرا لما نستمده منها من نفع، أو بسبب لذة خاصة يثيرها منظرها في نفوس المشاهدين؟ أم هل لديك أسباب غير هذه تحملك على إطلاق (الجمال) على الأجسام؟
ب - كلا - ليس لدي!
ط - أو ليس الأمر بالمثل في كل الأشياء الجميلة من أشكال وألوان؟ ألسنا نسميها جميلة بسبب لذة خاصة تثيرها، أو بسبب نفع تقدمه، أو بسبب الاثنين معا؟
ب - بلى.
ط - أو ليس الأمر بالمثل في الأصوات وفي كل ما يختص بالموسيقى؟
ب - بلى.
ط - وهو بالمثل أيضاً في القوانين والأعمال، إذ الجميل منها ليس بجميل قط إلا بسبب لذته، أو نفعه، أو هما معا؟
ب - ذلك صحيح فيما يلوح.
ط - أو ليس الأمر بالمثل في جمال العلوم؟
ب - بلى بغير ما تناقض. وإنك لتعرف (الجميل) تعريفا فذا بقولك إنه الحسن واللذيذ.
ط - وإذا فستعرف (القبيح) تعريفاً حسنا بالضدين (الرداءة) و (الألم)؟
ب - حتما.
ط - وإذا فيكون أحد الشيئين الجميلين (أجمل) من الآخر بسبب تفوقه عليه في إحدى الصفتين أو فيهما معا؛: وأعني بهما اللذة، أو المنفعة، أو هما معا!
ب - بالتأكيد.
ط - ويكون أحد الشيئين القبيحين (أقبح) من الآخر بسبب ما يجلبه من ألم أكثر أو شر أفدح. أليست هذه نتيجة محتومة؟
ب - بلى.
ط - فلنر الآن ماذا قلنا توا عن الظلم المرتكب أو المتحمل، ألم تقل أنت أن (الأردأ) هو (احتمال) الظلم، وأن (الأقبح) هو ارتكابه؟