الألماني). ووضعت مبادئ الحزب الأساسية في فبراير سنة ١٩٢٠ في ميثاق وطني يتألف من خمس وعشرين مادة ترمى إلى أغراض خمسة:(الأول) الاستيلاء على الحكم والسلطة. (الثاني) سحق الحركة الماركسية (الاشتراكية والشيوعية). (الثالث) صبغ ألمانيا كلها بالصبغة الوطنية الاشتراكية. (الرابع) تحقيق وحدة الشعوب الجرمانية (المتكلمة بالألمانية). (الخامس) تنقية الجنس الألماني وتطهيره من كل شخص يجري في عروقه دم يهودي أو دم آخر غير آري. ولهذه الغاية الأخيرة التي صيغت في المادة الرابعة من الميثاق، أهمية خاصة؛ لان فكرة الإيثار الجنسي لم تبد من قبل في برنامج أي حزب من الأحزاب السياسية بمثل هذه الصراحة؛ وسنرى إنها غدت منذ استيلاء الحزب الوطني الاشتراكي على السلطة من أخطر المشاكل الاجتماعية والسياسة التي تواجهها ألمانيا، والتي مازالت تعاني من جرائها كثيرا من المتاعب والصعاب.
سار الحزب الوطني الاشتراكي الجديد في طريق التقدم بسرعة، ولقي برنامجه كثير من العطف والتأييد؛ وألفى في حوادث سنة ١٩٢٣ (مثل نكبة العملة واحتلال الروهر) وما بثته في ألمانيا من البؤس واليأس مهادا خصبة لدعوته، وبلغ أعضاؤه يومئذ نحو ألفين. وأيده جماعة كبيرة من القادة والضباط القدماء وعلى رأسهم الجنرال لودندورف؛ وأيده كثير من رجال المال والصناعة الذين خشوا عواقب تقدم الحركة الشيوعية ولم يدخروا وسعا في مقاومتها؛ وأخذ هتلر يجمع الأنصار حول علمه ذي الصليب المدبب (سفاستكا) وانشأ لحزبه قوة شبه عسكرية لتحفظ النظام أثناء الاجتماعات وغيرها من المناسبات وهي التي غدت فيما بعد جناح الهجوم الشهير وانشأ حرسا من خاصة أعوامه وأنصاره لحمايته وحماية زعماء حزبه وهو المعروف بفرقة الحماية وبهذا اتخذ الحرس الوطني الاشتراكي لونا عسكريا قويا؛ وألفى هتلر في هذا الوقت نفسه (ربيع سنة ١٩٢٣) في حوادث بافاريا فرصة للقيام بأول محاولة عنيفة. وكانت بافاريا تضطرم يومئذ بحركة رجعية قوية ترمي إلى إسقاط حكومة برلين الجمهورية وإعادة الملكية في بافاريا، على رأسها فون كار رئيس وزارة بافاريا السابق والجنرال فون لوسوف مبعوث (الريخ) - حكومة برلين - العسكري والكولونيل سايزر مدير البوليس. فتفاهم زعماء هذه الحركة مع الجبهة الوطنية الاشتراكية التي يتزعمها هتلر ولودندورف لان الحركتين ترميان إلى غرض واحد؛ واتفق الفريقان