كتابي. وبعد أسبوع من ظهور الكتاب كنت أجلس مع (المستر تشارلس ماريوت) في (الكورنول) وهو مؤلف كثير من أحسن القصص التي كتبت عن (الكورنول) قدمت إليه واحدة من النسخ الست الأصلية من (الحصان الخشبي).
وبعد ستة أشهر أخبرني الناشر بأن ثمانمائة نسخة من كتابي - بالضبط - قد نفذت. وكنت قد اتفقت ثلاثة جنيهات في كتابة النسخ الأصلية على الآلة الكاتبة. ولهذا كنت إلى ذلك الحين محتملاً خسارة هذه الجنيهات الثلاثة. ولكن لو لم يكن من الغرور والفخر لذكرت أن الكتاب كان يباع دائماً. وأنني تلقيتُ بعد وقت قصير حصتي في ثمن النسخ التي بيعت ذلك العام وهنالك شيء أظنه على غير قليل من الطرافة، هو كيف أنني انقلبت من قصصي هاوٍ فاشل إلى مؤلف محترف بكل معنى الاحتراف، وهذا ما لم أفهمه أبدا.
وبالرغم من أن قصتي (ترُوىْ هانتون) لم تكن قصة مؤلف محترف متمكن على ما أذكر، وأني ارتكبت فيها كل الأخطاء الممكنة من حيث الفكرة والأسلوب والبناء، فإن قصتي (الحصان الخشبي) التي كتبتها بعدها مباشرة؛ كانت أحسن ما كتبتُ من قصص مُجَوَّدة. وقد لا تكون مكتوبة بيدٍ مرنة طويلة الخبرة بدقائق الفن؛ ولهذا السبب فإن قيمتها الأدبية التافهة لم تكن شيئاً يذكر؛ ولكن. . . بعد أن تعلمت هذه الدقائق الفنية لم تعد لي هذه التفاهة في التفكير!
وعلى أي حال فقد مضت سنون سعيدة جداً قبل الحرب، لم يكن التزاحم بين القصصيين قد بلغ من العنف ما بلغه اليوم ولم تكن الصحف الكبرى تعنى بنشر روائع الفن القصصي. ولهذا لم يبرز من القصصيين العباقرة سوى أفراد قلائل جداً، مثل (مردث) و (هاردي) و (هنري جيمس)، في حين كان معظم كتاب القصة مشغولين بقصّ حكايات يستمدون أبطالها من شخصيات الحياة العملية بقدر الإمكان. ولم تكن هنالك اتجاهات نظرية معينة في الفن القصصي إلا بقدر محدود، كما أنه لم يكن هنالك من يعني بشيء من وسائل الدعوة الخاصة على وجه الإطلاق!
ولقد كان للحياة في هذه السنين منظر ساحر خلاب بصفة عامة. فإذا أنت كتبت عن شخصية سعيدة ثم اختتمت قصتك ختاماً سعيداً أيضاً، فأنك تكون بذلك فناناً أميناً على الحق في فنك. وإذا حملت على بعض مظاهر السلوك الخلقي أو السياسي، فانك بذلك لم تكن قد