٤ - العبارات النابية التي كان المؤلفون في جميع الأمم القديمة يقحمونها بين أخبارهم ولا يتورعون من التصريح بها لأنها من جهة لا تصل إلا إلى أيدي القليلين من نساخ الكتب للتعلم والإستفادة، ولأنهم من جهة أخرى كانوا يعيشون في زمن الفطرة التي لا نتحرج من بعض ما تحضره لباقات الحضارة وكناياتها
وجميع هذه الأسباب علاجها ميسور وعناؤها غير كبير
فالتطويل علاجه الاختصار، ونعني بالاختصار هنا حذف أجزاء وإبقاء الأجزاء الأخرى بنصها العربي القديم، لأن المقصود بالإحياء هو هذا النص لا مجرد الحكاية ولا فحواها. وقد يجوز أن نختصر حكاية لا تهمنا إذا كانت الحوادث هي المقصودة بالوعي والصيانة. أما إذا كان المطلوب هو نمط الأداء وأسلوب التعبير والنظر في وضع الجمل والمفردات فينبغي أن يكون الاختصار بطريقة أخرى غير طريقة التلخيص وتغيير الكلمات، ليعلم الطالب وهو يقرأ الكتاب أنه يقرأ المؤلف لفظاً ومعنى ولا يقرأ كاتباً حديثاً ينقل المعاني من ذلك المؤلف القديم
وأما التشتت والاختلاط فليس أيسر من ردهما إلى نسق واحد ونظام متلاحق. ولا ضير هنا من جمع مؤلفين عدة ومؤلفات شتى في كتاب واحد إذا اتفقت الموضوعات والمناسبات مع الإشارة إلى أسماء المؤلفين وأسماء الكتب في ذيل كل فقرة، وإلحاق المنقولات بترجمة وجيزة للمؤلف وبيان وجيز عن الكتاب
أما صعوبة المفردات والمصطلحات فعلاجها الأوفق في رأينا هو التفسير دون التغيير، وأن يترك ما هو صعب لمن هم أقدر على فهمه من الطلاب، وأن يقصر الناشئة الصغار على السهل السائغ في المعنى وفي التركيب؛ ولتدرس الكتابات المغلفة على النحو الذي تدرس به روايات شكسبير اليوم في الجامعات والمدارس الثانوية، أي مقرونة بالحواشي والهوامش ومقصوداً بها علم اللغة والإحاطة بالفحوى حيناً آخر، وذلك أفضل من نقلها إلى عبارة أخرى تخرج بها من نطاقها وهو نطاق الأدب القديم
وأسهل الأسباب التي ذكرناها علاجا هو سبب العبارات النابية والأخبار (المكشوفة) كما